القراء الأعزاء: فيما يلي ترجمة سريعة للمقال المذكور في المنشور السابق، و في حال كان لدى أحدكم أي إضافة أو تعديل على الترجمة فليتفضل مشكورا.
"كيف جاءت الأفكار التاوية بباحث سوري إلى الصين"
يستشهد الباحث السوري فراس السواح -الذي يتخذ من بكين مقراً له- بكتاب التاو تي تشينغ لدى سؤاله عن ارتباطه الرومانسي بالصين، فالكتاب لم يأت به فحسب بل و يلعب دورا مهماً في حياته اليومية.
السّواح -المولود في حمص- يدرّس حاليا في قسم الدراسات العربية بجامعة بكين للدراسات الخارجية في السنوات القليلة الماضية.
و كما يتذكر السوّاح، فقد طور اهتماما بالثقافة و الفلسفة الشرق آسيوية في شبابه. فقد قرأ كتابا في الجامة عن الفلسفة الصينية، بعنوان حكمة الصين. كما وجد الأفكار التاوية مثيرة للاهتمام بشكل خاص عندما قرأ عنا، و أراد التعريف بالتاوية للقراء باللغة العربية و في النهاية قام بترجمة كتاب التاو تي تشينغ، الكتاب الشهير لمؤلفه لاو تزو و هو باحث قد عاش في القرن السادس.
يقول السواح ذو الإثنين و سبعين عاما: "لقد قمت بها (الترجمة) بكل حب". النص يملك (في نظر السواح) توجيهات حكيمة للإدارة الاجتماعية و الحياة الشخصية. "لقد قرأت حول الأفكار الدينية منذ العصر الحجري، لكن عندما مررت بالتاو تي تشينغ، فكرت في نفسي، هذا هو الحل للمشاكل الاجتماعية في يومنا هذا، النص قصير جدا و في كل مرة أقرؤه، أكتشف شيئاً جديدا"
لم يتم تلقّي الكتاب من قبل القراء بشكل رائع فحسب، لكنه لفت انتباه الباحث الصيني "قوه شينغو" عندما حضر إلى دمشق عام 2009 و مر بترجمة السواح في احدى المكتبات.
قوه، و الذي يدرّس أيضا في قسم الدراسات العربية في جامعة بكين، يقول أنه قد قرأ سابقاً ترجمات عربية مختلفة لكتاب التاو تي تشينغ، لكنه أحب ترجمة السوّاح بشكل أفضل.
"إضافة إلى الترجمة، أضاف السوّاح مقدمة طويلة و رسوما توضيحية، مما يدل لى فهمه العميق لكل من كتاب التاو تي تشينغ و العالم العربي. لذلك فالكتاب قيّم بالنسبة للباحثين" قوه -المسؤول ن القسم العربي من مشروع ثقافي يطلق عليه مكتبة الكلاسيكيات الصينية- كان يبحث عن المساعدة من باحثين عرب معروفين في ذلك الوقت، و استطاع حين ذاك العثور على فراس السواح بمساعدة دار نشر سورية و تباحث معه في إمكانيات التعاون المستقبلي.
دعا تشو السواح إلى الصين لحضور ندوات و مؤتمرات حول الموضوع، بما في ذلك مقارنة بين أفكار التاو تي تشينغ و الأفكار السائدة في الشرق الأوسط. و عندما علم تشو بالصراع الدائر في سوريا، قام في عام 2012 بإرسال بريد الكتروني إلى فراس السواح يقول له فيه بأن هناك شاغرا في القسم الذي يرأسه في الجامعة، و سأله ما إذا كان مستعداً للحضور إلى الصين حيث يمكنه الحصول على بيئة مسالمة للتركيزعلى التدريس و البحث.
قبل السواح الدعوة بسرور، و قام بتعليم الخريجين و الطلاب في الجامعة مذ ذاك. "إنه باحث محترم في العالم العربي، فهو يحافظ على مستويات عالية في البحث و التدريس." يقول تشوه.
قام تشوه و السواح بالتشارك على تأليف كتاب باللغتين الصينية و العربية تحت عنوان "لاو تزو" للتعريف بلاو تزو و أفكاره للقراء العرب. و تم نشر الكتاب بواسطة ناشر في بكين.
خلال السنتين الماضيتين، عمل الاثنين على كتب أخرى للتعريف بالثقافة و الفلسفة الصينية للعالم العربي.
يقول فراس السواح بأنه أصبح مهتما بالتأليف ندما كان شابا. درس السواح الاقتصاد في الجامعة، محققا رغبة والده، و مل في عدة منظمات و شركات قبل أن يبدأ بالتركيز على الكتابة و البحث الأكاديمي. فبين عامي 1976 و 2016، نشر السواح 23 كتابا حول مواضع تتضمن المثيولوجيا و تاريخ الأديان في العالم العربي.
فراس السواح عضو في جمعية الكتاب السوريين، و عضو في الجمعية العامة للكتاب و المؤلفين العرب.
تم الاعتراف بمجهودات السواح في مجالات التاريخ و اللاهوت من قبل منظمات عدة، بما في ذلك الجمعية التاريخية السورية.
درس السواح الاقتصاد من أجل العيش، لكن الفلسفة و التأليف كانتا شغفه طيلة حياته، فيقول انه على الرغم من أن بكين مختلفة جدا بالمقارنة مع حمص، إلا أنه يجد المعيشة هنا سهلة نوعا ما.
زوجته وفاء، تدرّس الكتابة و القراءة باللغة العربي في جامعة بكين للدراسات الأجنبية منذ عام 2013.
~هذه ترجمة للمقال الوارد في جريدة China Daily التي تصدر في بكين باللغة الانكليزية بعنوان " كيف جاءت الأفكار التاوية بباحث سوري إلى الصين "
رابط المقال
Comments