top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

'كم كانت السّاعة وقت ناجت روحي روحك' قصيدة جديدة للشاعرة التونسية المتميزة نعيمة المديوني


كم كانت السّاعة وقت ناجت روحي روحك

نادتك لقدح غرام نقتسم أريجه عبر الزّمان

كم كانت السّاعة لمّا دقّ الجوى روحي

لمّا أعلن الطّاعة قلبي ....

كم كانت السّاعة عندما ازدحمت الأطيار

ترتّل مواويل عشقي وأشواقي

عندما غنّى البلبل وصفّق الحمام للأنوار

زارت الفؤاد وانتشرت تهب عذب الألحان

كم كانت السّاعة عندما تزّين القمر

أضاءت جيده قناديل السّماء

عندما توّردت الأحلام.....

وهبت البهجة لطواحين الهوى تزيّن الأديم وتنثر الرّخاء

عندما خجل الصّباح.. تورّدت خدوده بالأقحوان والمرجان

كم كانت السّاعة يوم عزف الفؤاد مقطوعة الأمل

تغنّى الرّبيع وسأل السّواقي الجود والكرم

كم وكم عشق القلب ضمّة حنان

كم وكم تاقت الرّوح إلى هدنة مع الزّمن

أضع يدي في يدك نسير كطفلين صغيرين

لا يجترّان حزن الوطن

لا يتجرّعان دمع اليتيم

نسير عيني على عينك تخاف لوعة الفراق وتعنّت القدر

خفقي يحتضن خفقك

نرسم على الأمواج عذب الأماني

نزيّن بتلات النوّار بقصص الغرام

كم وكم رويْت ضمأ السّنين من ثغر عسل لماه

اغتسلت ببسمة الشّفاه

ارتويت من قبلة عذراء

عذبة ملقاها

ساحرة سواقيها

كم وكم هفا العمر لساعة لقاء خالية من الفواصل والفصول

كم وكم ناجت روحي روحك تسألها البقاء

تغريها بالوصال.. تهبها الأمان

كم وكم تمنّيت أن لا ينطفئ لنا نجم ولا يذبل لنا زهر

تزيّنت السّنون بالأماني.. أستلّت الأيّام سيوفها

ونال قلبي التّعب من الهجر وطول الإنتظار

نعيمة المديوني

7 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page