كم حلمت أن أعانق السحاب، وأحلق عاليا دون أجنحة، وأطوف بين الغيمات وأحولها بعصاي السحرية الى مطر مدرار يغسل كل الأوجاع ويطفئ نيران الحقد والكره ويمحو كل الأحزان.
أحلامي دوما بسيطة بساطة الحياة التي أردت، وحاولت أن تكون، أحلامي هادئة كما روحي، لا تحب الضجيج والصخب، يومي بسيط بين عملي ودراستي وأهلي، بين كتابي وقلمي وحرفي، وتلك القضايا الشائكة بين رفوف مكتبي.
يومي بسيط كما ليلي، بابتسامتي أمرر كل خيبة وإساءة وسوء فهم.
لم أعرف يوما بغضا ولا كرها، صافية القلب كيوم ولدت.
لا أحب السواد حتى في اللباس أرى قتامته من قتامة الأنفس، أحب اللعب كالأطفال والرقص والطرب، حتى بالحزن أسبح بخيالي نحو الفرح وأترك لله تيسير أمري.
هكذا أنا بسيطة وبريئة لا أؤمن بالخبث ولا المكائد ولا الدسائس بل أؤمن أن التدبير لصاحب الأمر.
أنا المرأة الحالمة من سواد الليل أغزل اللؤلؤ ومن نور الشمس تدلى العقد على صدري.
أنا الحلم الذي طالما حلم به الكثيرون وما بهم حلمت، انا القريبة البعيدة كالقمر ليلة البدر، يبهرك بهاءه ومتى اقتربت لحقتك شظاياه، أنا النور والظلام، انا البرد والنار.
انا...من أنا؟
فتاة من نور خطفت كل الاضواء، فتاة بريئة في زمن الأحقاد.
امرأة لا مثيل لها بين النساء.
وفجأة ودون سابق انذار وذات فجر عاصف، غضبت فيه السماء وملأ الرعد الأجواء صرخت حتى اخترق صوتها كل الأسماع يا إلاهي لا تختبر إيماني ولا تذقني ما لا استطيع له صبرا، يا إلاهي انت القائل وقولك الحق إن بعد العسر يسرا، إن بعد العسر يسرا.
فاجعل بعد عسري يسرا
بقلم : نادية الأحولي
Comments