top of page
Search

كم أود أن أكون حكيماً . قصيدة للمبدع العالمي برتولد بريخت

Writer: asmourajaat2016asmourajaat2016

كم أود أن أكون حكيماً .

والكتب القديمة تقول ما هي الحكمة :

أن تهجر نزاع العالم وتحيا

عمرك القصير دون خوف .

وأن تتصرف دون عنف

وترد الإساءة بالإحسان

وألا تشبع رغباتك بل تنساها

ذلك يعد حكيماً.

كل هذا لا يمكنني فعله :

حقاً , إنني أعيش في زمن حالك .

أتيت إلى المدن في زمن قلاقل

حينما ساد هناك الجوع .

أتيت بين الناس في زمن ثورة

فثرت معهم .

هكذا انقضى عمري

الذي قُدِّر لي على الأرض .

أكلت طعامي بين المعارك

وتمددت لأنام بين القتلة

ومارست الحب بلا اهتمام

ونظرت إلى الطبيعة بنفاد صبر .

هكذا انقضى عمري

الذي قدر لي على الأرض .

في زمني كانت كل الطرق تؤدي إلى الوحل .

خانني لساني للجلادين .

لم يمكنني سوى القليل . لكن الذين يحكمون

كانوا أكثر استقراراً بدوني : ذلك كان أملي .

هكذا انقضى عمري

الذي قدر لي على الأرض .

قواتنا كانت ضئيلة . وهدفنا

بعيداً أمامنا

كان يبدو بوضوح , رغم أنني أنا نفسي

لم يكن من المحتمل أن أبلغه .

هكذا انقضى عمري

الذي قدر لي على الأرض .

أنتم يا من ستعقبون الطوفان

الذي غمرنا

حينما تتحدثون عن إخفاقاتنا

تذكروا كذلك

الزمن الحالك

الذي أفلتم منه .

فقد مضينا , نبدل بلداً ببلد أكثر مما نبدل حذاءً بحذاء

خلال حروب الطبقات , يائسين

حيث لا يوجد سوى الجور , دون التمرد .

لكننا نعلم :

أن الكراهية , حتى للوضاعة

تشوه الملامح .

والغضب , حتى ضد الجور

يبح الصوت . آه , نحن

الذين أردنا أن نمهد الأرض للمودة

لم نستطع أن نكون ودودين .

لكن حين يأتي أخيراً الزمن

الذي يصبح فيه الإنسان عوناً للإنسان

فكروا بنا بتسامح .

برتولد بريخت

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page