كل الذين كانوا ذهبوا...
ومازلت أعدّ الأيام وحدي
وما تبق مني
صور في برواز رمادي
معلق على جدار بيت
خربه الوقت
وحزن المسافات
على أرجل عطلها الصمت
عن مواصلة الذهاب
حتى موعد القبلة الأخيرة
يااااااه...
كم شاء جدار الجيران سماع دقات قلبي
وتنفس الروح عند ولادة الكلم...
كم شاء سكان الحان
وجالسي مقاهي الرخص
سماع ما في فكري من الحان الوجود
وأحلاما من حقيقة
سلبت من صدري خشية معانقة السكين الغادرة
بليل بارد
كبرودة الموتى
اللذين سبحوا باسم قاتلهم لسنين طويلة
ولما استفاق القلب
رآهم وهم يسجدون للخوف
صلوا وصاموا
ونافقوا حتى غاياتهم
وكنت أرفع قلبي إلى أعلى من الخوف
حتى لا يمسّ الحبّ بسوء
ويلوث معاني المنفى
بشهوات المقدّس في تراب الغواني
يا ساقيتي نبيذ الحياة...
ذهبوا كلّ ندماني سدا
دفنوا كلّ أحلامهم وما سعوا في التراب
وغادروا...
كل الذين كانوا ذهبوا...
ومازلت أعدّ الأيام وحدي
وأبتعد في الصمود مسافة مساحة وأكثر
نحو النوم في نقطة الضوء الأخيرة...
وأكتب على شاهد قبري
كنت... وكان لي وطن
وها أرقد في جحيم خلته منفى
وهو وطن معدّ لموت الشجعان...
كنت... وكان لي وطن
حلمت أنه أجمل من كلّ الأوطان
وها اليوم أنام في حضن آلهة مومس
فتحت بيتها لكلّ الأوثان
نصبت أصنامها أربابا
ومات من أجل دينها عشاق كثر وندمان...
وها ليلي يكفنني بما تبق فيه من ريح
ليحمل صدى كلماتي
لضفاف أرواح
قتلت في عقلها فحيح الشيطان.../...
16/01/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'
Comments