كقربة هشّاشة
هذه الأصوات التي تزفر في رأسي
رأسي معلّق على وتد خارج أسوار المدينة..
لا معنى للوقت وعقاربه هنا
الغربان التي تنعق
تعدّ مخالبها للوليمة
الريح المزمجرة تتوعّد القتلة المأجورين
بعض الصيادين الذين انطلقوا إثر الشمس،
انتبهوا إلى عبّادها في الحقول البعيدة
(كانت عباءاتهم الصّفراء تتوهّج
كلّما اقتربوا
كانت عماماتهم السوداء
أضرحة للأولياء
وكانوا مثل ضَجَّةِ أضواء الميلاد)
رأسي المعلّق تميمة
يطرد ما يتمتم به الغجر فجرا
يلهي قطيع الخنازير الجائعة
رأسي تميمة
تحرس المدينة
وأضواءها المتعثّرة في هذا الخواء
....................................
أستيقظ بعد الواحدة ظهرا
جسدي أنهكه الليل
عيناي حمروان
من سهر لا أذكره
رأسي مثقل بالعواء
بقرقعة كؤوس آخر السنة
وبلسعة الأناشيد
رأسي المعلق على كتفيّ فانوس مكسور
المنبّه يصرخ كلّ خمس دقائق
يوم آخر يتلاشى...
حبّات المطر تغازل أشجار الحديقة
مازالت موسيقى "الفادو" تغمر غرفتي
أعقاب السجائر التي لهثت خلف اللّهب
اتّكأت على المنفضة مثل عجوز
(كانت تشرق
كلّما اقترب الحريق
دخانها بخور يعبق في مزارات الجنوب)
رأسي المعلّق كرسي دوار
قد يكون نواعير للهواء
مظلة عاشقين
احتميا في قبلة
( الخطوات الثقيلة لأشباح الليلة الماضية
تنسج حول رأسي خيوطا
مثل عنكبوت)
رأسي متاهة بناها دِيدَالُوس
للغرباء الذين يحلمون دائما
بعرائس الجنوب.
أمامة الزاير، ممرات سرية 2017
Comments