♡ 1 | شيء لا أدركه
الـ 05:00
لا أدري ماذا يعني هذا؟
أنهض من نومي
وأعدّ لنفسي القهوة، أفتح هذا الشّيء
وبي شيء لا تدركه نفسي
هذا التّبكير لماذا؟
الـ 05:00 فجرا
لست من الــورعين
ولست كذلك ديكا
أنهض من نومي بنشاط يحسدني العمّال عليه
أنا المتقاعد من عملي الصّحفيّ حديثا
لي حرّيّة عصفور لا يتقن إلاّ العزف على الوتر المشدود، بلا هدف
لا جدول أعمال لي حتّى أنهض مفجوعا
ها أنّي أسمع في هذا التّوقيت صياح الدّيك
االدّيك، استيقظ بعدي اليوم
فهل هذا فأل حسن؟
الـ 05:00 فجرا
القرية، قرية ماكلوهان، نائمة
مع أنّ الدّيك يؤذّن فيها منذ تورّط آدم في حوّاء
هنا، لا شيء يبرّر صنعي هذا
باستيقاظي قبل الدّيك
ولست على قلق كي أكتب شيئا يعني أو لا يعني أحدا
فقط استيقظت وبي شيء لا أدركه
وطن لا أعرفه
ودوابّ تأكل من رأسي
نفسي لا أفهمها
ولماذا أفهمها أصلا؟
الـ05:30
أن أنهض من نومي وبلا كرب
هذا فأل حسن
بونجور!
قلت لنفسي، في نفسي..
اليوم، سأفعل شيئا..
أن أتأكدّ من شيء ما
ماذا ينقصني بالضبط؟
زردة 25 | 01 | 2018 ~ 05:45
♡ 2 | بقرار منّي، لست هنا
حتّى لو كنت هنا
فأنا، بقرار منّي، لست هنا
لكن هذا لا يمنعني من شيء
أن أتسكّع بين الصّفحة والأخرى
بشماتة من يخفي أرجوحته عن عيني طفل محروم
وتماما كالمتلصّص
أخفي الوجهة والوجهين
وقد لا يعجبني شيء
فأبرطم: بفّ.. هذا عاديّ جدّا
أو قد يعجبني شيء أيضا
فأكافئ صاحبه في قلبي المسترخي بعبارة "يعجبني"..
قد أضحك أحيانا من خسّة عقل
أو من واجهة في الكوليزي للعرض
ومن سلع لا تحصى فيها
هذا عاديّ في "مجتمع الاستهلاك"
المتأمّل فيها ملك
أمّا المعروض فذلك شيء آخر
لا يعني إلاّ...
ما أطول هذا الليل!
♡ 3 | نلتقي في هزائم أخرى
يفتح الفاطميّ، السّعيد، الشّقيّ مدينة "ذات الهلالين"، هذا الصّباح بمفتاحه الصّدئ.. انفتح الباب، ما انفتح القلب: رائحة السّمك الزّنخ، الذّكريات البعيدة، تلك النّوارس لمّا تزل عاليا وبعيدا تحلّق، بحّارة بملابس زرق مخطّطة أفقيّا، على الشّاطئ القفر والفاطميّات منتظرات بـ"باب زويلة".. عودة أزواجهنّ من البحر والبحر أهوج في مثل ذاك الشّتاء.
الّذين إلى "مصر" هجّوا، بنوا ما بنوا.
ومضى زمن بمعدّل قرني غزال وستّين جرحا وتنهيدتين.
استماتوا طويلا وماتوا كأن لم يسودوا.. كأن لا "معزّ"، كأن لا "صّقلّيّ" كانا هناك، ابن أيّوب دمّر عشّ الغرانيق، دمّره بالمجانيق. لا فاطميّات للفاطميّين، لا جنس، لا نسل، لا غاق غاق ولا شيء إلاّ ابن أيّوب في حلمه، بالمجانيق ينسف تاريخ فاطمة في بنيها الّذين بنوا ما بنوا ثمّ.. بادوا.
هنا، في مدينة "ذات الهلالين"، هذا الصّباح، أرى الفاطميّ الشّقيّ، الشّقيّ يلوّح لي من بعيد.
ومن حيث لا أشعر، انهرت في صمته المرّ: ماذا تريد؟
بكى وهو يشرب قهوته، قال: لا شيء.. قلت: السّماء ملبّدة بخيوط العناكب.. هيّا انصرف.. نلتقي في هزائم أخرى.
المهديّة 15 فيفري 2018
♡ 4 | رأس الرّاعي المقطوع وسيّدة تونس الأولى
الآن
هنا
في مقهى، قدّام الكوليزي
يجلس بعض منّي
منتظرا غودو
* اِکْسْپْرَاسْ!
- أوكي
قال الجرسون
ليسألني، بمجّرد عودته، عن "رأس الرّاعي"..
- في الثّلاّجة، قلت...
و.. طالعني دمه في القهوة..
لم أشرب.
رأس الرّاعي مبروك السّلطاني يَشْخَبُ قدّامي دمه
الجرسون يثرثر:
* والأمّ المسكينة، هل نامت بالفعل وشيء منها في قلب الثلاّجة؟
- لا أدري.. لا أدري.. لا أدري
متسوّلة.. خدّاها بوقرعون
تمدّ يدا، من طاولة خرساء إلى أخرى
لا تتعب
ها هي ترضع طفلتها
وتداري صادقة أو كاذبة خجل امرأة في العشرين..
الرّاعي مبروك السّلطاني
رأس مقطوع في الثّلاّجة
والأمّ الثّكلى
في تلك اللّيلة، هل نامت حقّا؟
في ناحية أخرى
في ريف غير بعيد عن زغوان
شيء منّي يتأمّل زينة، راعية الأغنام .. برتبة: حاملة اللّيسانس.
سنوات عشر وهي بلا .. وطن
أخفت في ركن من أركان البيت، شهادتها العليا: "لّيسانس رياضيّات"
أخفتها
لتسوق إلى المرعى أغناما كم وجدت فيها الأذن الـ.. تصغي والسّلوى
الآن فقط
غمرتها الأضواء
استدعاها الهازئ بالروح البشريّة
كان قصيرا وهو يطاولها
وقبيحا وهو يميّع محنة من رعت الأغنام ولم تأكل من ثدييها
فقط النّشطاء هنا
سمّوها سيّدة أولى
ما أجملها! ما أجمل زينة، راعية أو سيّدة أولى!
ننسى معها رأس الرّاعي المقطوع
25 | 01 | 2016
Commentaires