مداخلتي في دار السليمانية
جوانب من التاريخ الثقافي التونسي ...
أعترف بأني كدت أفشل في لقائي عشية أمس في "السليمانية" بالمدينة العتيقة إذ كنت متعبا جدابسبب المرض لكن إصراري على اللقاء بالأحباب والأصدقاء هو الذي انتصر في النهاية فكانت العشية رائقة بالثقافة وبالإبداعات الشعرية . وقد نشطت الجلسة بنجاح الشاعرة نادية الأحولي المشرفة على نادي المختار اللغماني الأدب والفكر بمساندة من الشاعر المختار المختاري الزاراتي رئيس جمعية مراجعات ثقافية التي دعتني الى هذه الجلسة التي أحببتها وأشكر كل من ساهم في إنجاحها الشكر الجزيل وأخص بالذكر اصحاب الدعوة الذين غمروني بكلمات المحبة والاحاسيس العالية التي يكنونها لي باعتباري قيدوم الساحة الثقافية ومنشطها دون أن أنسى الحاضرين الذين أكرموني بالتعبير عن محباتهم لي واحترامهم لكل ما قدمته لتونس وطبعا اوجه التحية الى مدير الدار السيد صابر قاقي لاحتضانه هذا المجلس والسعي الى انجاحه..... لقدحدثت الحاضرين عن جوانب من التاريخ الثقافي في تونس دون فصل عن الواقع العربي والدولي ..حدثتهم عن تونس الثقافية لما كانت تنتج رواية واحدة في السنة الى تونس التي تصدر الآن مائة رواية في السنة وعن تونس التي كانت تصدر مجموعتين شعريتين الى تونس التي تطلق كل سنة أكثر من مائة مجموعة شعرية ..وعن تونس التي تطبع الكتب والجرائد والمجلات بحروف من الرصاص الى الكتابة بالانترنيت والديجيتال من نشر كتاب يبقى الأسابيع تحت الطبع الى كتاب يصدر في ساعات اذا ما كانت الإرادة متوفرة من الطرفين الناشر والمؤلف ..طرفان لا ينتهيان من الصراع.. وطبعا بين كل ذلك متغيرات ..ومسار ثوري وفكر يتطور وحقوق تكتسب مع السنوات الى تقدم كبير في تكنولوجيا المعلوماتية وفي السياسة ..وتطور الروح الثورية في تونس وقد استعرضت مسائل أخرى من ذلك
1= تأسيس النوادي (نادي القصة نموذجا )
2 = المعارك الثقافية الكبرى.
3= الطليعة وأعداؤها
4= معركة بين كبار الحومةوعزالدين المدني إثر نشر نصه الروائي"الانسان الصفر " في مجلة الفكر
5 =معركة بين انصار الأدب التونسي وبين انصار الادب المشرقي كنت شريكا فيها فقد احببت الادب التونسي حبا لم يعد معه القبول بهيمنة الكتابةالمشرقي في تونس وإبرازه في المكتبات وبرمجته في التعليم والاشادة به صباح مساء في الاعلإم
6 =انتصار السلطة السياسية للأدب التونسي باعتلاء محمد مزالي كرسي الوزارة الاولى وتعيينه البشير بن سلامة وزيرا للثقافة
فقد تم تنظيم ندوات وطنيةحول اعطاء المكانة الهامة للادب التونسي في التعليم دون المس من قيمة الأدب المشرقي ولا الإساءة الى الأدباء من أهل المشرق ..وهذا نا حدث بعد مدة قصيرة فقد صدرت كل الكتب المدرسية حسب المستوايات ببعض النصوص الادبية المختارةمن المجموعات الشعرية والقصصية ومن الروايات التونسية.. وكان بالفعل حدثا كبيرا شغل الساحة التربوية والثقافية وأيضا السياسية وطبعا كان المنتصرون لما حدث أكبر بكثير من المنتصرين للضد..وهذا دليل على أن الأدب التونسي أصبح حديث الناس وهذا نفسه يعتبر انتصارا ثقافيا كبيرا
7 = معركة حول مسألة المدح ..والحدود في العلاقة مع السلطة .. وهل من حق الاعلامي أن يحصل على نصيبه من الدولة أو رفض كل علاقة معها وهو ما أعتبره شخصيا نوعا من العدمية والنهلستية
7=معركة بين الناشرين (90% ملك الدولة) والمبدعين (90 من أنصار الدولة ؟!!)
8= معارك كبرى بين أعضاء إتحاد الكتاب تسببت في انسحابات عديدة أو في محاولات لتكوين منظمات أخرى وثبتت رابطة الكتاب الأحرار التي أسسها جلول عزونة وناله الكثير من الضيم بسببها
كما تحدثت عن الصراع بين القدامى والمحدثين في الفنون وشتى فروع المعرفة وكنت سأتحدث عن معارك أخرى منهامعركة أثرتها شخصياضد الناقد لطفي اليوسفي لأنه في ندوة أدبية في بداية التسعينيات في مدينة ابو ظبي بالامارات حضرتها معه إنتقد الساحة الثقافية عندنا في تونس بشدة مؤكدا أننا نعاني من يتم ثقافي كبير وجفاف إبداعي وقال بأن تونس ليس فيها شعر بعد أبو القاسم الشابي الا من بعض قصائد جميلة فاعتبرت ذلك غير مقبول منه ولوكان على حق ما كان عليه أن يختار ملتقى دوليا ليقول ما قال ضد الساحة الثقافية في بلادنا خاصة وأن كل النقاد العرب هناك أشادوا بالتطور الثقافي الذي تشهده بلدانهم وهناك من قال بأن الشعر لديهم تجاوز شعراء الغرب والشرق وفي مقالي قلت أيضا بأن تحقير تونس في الخارج لا يجب أن يمر مرور الكرام ولا بد من أن تتحرك الساحة الثقافية بجدية قوية ضد كل الذين يسيؤون للبلاد
وعلى إثر نشر المقال قامت قيامة الشعراء وبعض الأدباء والاساتذة الجامعيين المختصين في الآداب ولأكثر من شهر كانت الساحة تعج بالغضب والتحاليل والآراء والآراء المضادة والأفكار المهمة في هذه المسألةتطورت وانتجت نصوصا نقدية جادة
والحقيقة لم يناصر لطفي اليوسفي الا قلة قليلة من المثقفين لان الموضوع وطرحه في الخارج في نظر . ونظر مختلف و قد انتصرت الساحة الثقافية الى نصي النقدي واستفادت الساحة من هذا الحراك الكبير .
واحقاقا للحق فقد كان موقف لطفي اليوسفي حضاريا فلم يستعمل الرد العنيف رغم تضرره الكبير .وعكف مدة وهو يحرر نصا نشره في مجلة "الملاحظ "انا شخصيا أعتبرته بيانا مهما يفيد الأدب ..وهو من أفضل البيانات التي صدرت في عهد الطليعة الادبيةوصراعاتها وبيان الحمامات للتجديد في الشعر وبيان الواقعية الاجتماعية للشاعر والناقد الطاهر الهمامي .... ذلك ما برمجته لأتحدث فيه لكني لم أفعل ربما لأني تكلمت كثيرا
وعلى كل انتهيت في المداخلة الى الاشارة الى الادب بعد الثورة وقد استفاد منها لكن هناك متغيرات حدثت ليست مقبولة وهي العلاقات الجديدة بين الكتاب المبدعين والنقاد المبنية على الماديات بما يفسد حقيقة الادب ومستوياته في تونس
وفي الجزء الثاني من هذا اللقاء إستمع الحاضرون الى قصائد عديدة القاها أصحابها فتزينت بهم الجلسة وادخلت بعض الراحة بعد عناء الكلمة النقدية والمواقف الثقافية
والشعراء الذين أنشدوا أشعارهم هم :
1- الشاعرة مفيدة بن علي
2- الشاعر عبد الحكيم زرير
3- الشاعرة فاطمة عبد القادر
4- الشاعر رشيد الخلفاوي
5- الشاعرة نوارة الوصيف
6- الشاعر والأديب سوف عبيد
7- الشاعر حسناوي الزارعي
8- الشاعرة كوثر بولعابي
9- الشاعر محمد علولو
9-الشاعرصالح صوائدي
ونذكر أن الأحباب الذين حضروا هذا المجلس إلى جانب الشعراء هم
- المثقف أحمد جليد
- الشاعرة روضة بلدي عداسي
- الأستاذ عدنان صمادح قدم خصيصا من نفطة بورك فيه ..
- التلميذة الشاعرة الشابة أريج أبواب
- التلميذة منيار أبواب-
- الإعلامي والمثقف اليمني مجيب الرحمن الوصابي
شكرا للجميع من
صديقكم محمد بنرجب
Comments