مجموعة قصصية للكاتبة والشاعرة ريم القمري صدرت عن دار الكتاب للنشر والتوزبع بتونس في 169 صفحة من الحجم المتوسط سنة 2021 .
تتكون هذه المجموعة من 15 قصة بين طويلة وقصيرة وتستعرض مجموعة من القضايا المتنوعة التي عاشها المجتمع التونسي في الفترة الأخيرة خاصة منه الفيئات المهمشة بحيث نقرأ عن الحرقة وعن العلاقات المثيرة في مواقع التواصل الإجتماعي مرورا بجهاد النكاح وزنا المحارم والإعتداءات الجنسية على الأطفال والقصر .
والكاتبة طرحت هذه القضايا بأسلوب فيه من الشاعرية والوجدانيات الشيء الكثير . وهي من الإهداء أكدت على أن هذه الحكايات تسريت إلى روحها وأصبحت حملا ثقيلا يؤرقها في حياتها ويعكر صفاء الذكرة . وفي عرضها على القراء عبرالكتابة راحة وهي التي كتبت :
(... الى الذين تسربت حكاياتهم الى روحي , كتبتها لاتخفف من أعباء الذكريات ...).
ومن بين العناوين المثيرة في هذه المجموعة نقرأ : "الجسد الماخور", و "الآلهة تشارك الأطفال لعبهم" و "حياة أخرى لعمر مضى" , و"قطار الأنفاق" و" لا أحد ينجو من الحنين". وغيرها من العناوين التي تختزل قضايا حارقة تعدّ من المسكوت عنه في مجتمعنا العربي الإسلامي بالخصوص.
والملاحظ أن ريم القمري من خلال هذه القصص تدفع القارئ إلى التفكير في عدة ظواهر مجتمعية غريبة تمرّ أمام عينيه ولا يفعل شيئا . وهي بذلك تدين هذا الصمت واللامبالاة وتدافع عن المرأة التي كثيرا ما تجد نفسها ضحية المجتمع الذكوري والعادات والتقاليد البالية والنظرة الدونية لبنات جنسها في البيت وخارجه على حد السواء .
ومن اجواء القصص شدني هذا المشهد الشاعري الوجداني والجريء في آن :
(....كنت رائعا في لهفتك، أنت عشيق مثالي، لكنني امرأة معطوبة جدا, إني مستهلكة لم أملك يوما حياتي أو قراري, كان يجب أن ألتقيك لاسترجع أنوثتي, قبل أن أستسلم نهائيا لفكرة شيخوخة جسدي. اقتربت منه أكثر والتحما مجددا, كانت المرآة من خلفهما تعكس جسدا واحدا...).
وخلاصة القول على حد تعبير الكاتب والناقد وليد أحمد الفرشيشي :
(...هذاالكتاب مزيج بين القصة في شكلها الكلاسيكي والبوح, فهو نص شعري فيه نفس وجداني...).
وهو أيضا على حد تعبيرالكاتبة نفسها , كتاب يطرح بامتياز قضية المرأة بكل تناقضاتها وحيرتها وما يعترضها من صعاب كأم أو زوجة أو بنت أوعشيقة في مجتمع تسيطرعليه الذهنية الذكورية .
Comments