كبرت قليلا
كبرت في النّسيان
لكنّي مازلت أذكر فقط أنّي كنت ألعب يومها
و حين تعبت
توجّهت إلى غرفتك متّسخ الثياب
لم أجدك
وجدت نسوةً لا أعرف أغلبهنّ
كلّما سألت واحدة منهنّ عنك احتضنتني و هي تبكي
و أنا أضحك ساخرا من الماء المنساب من أعينهنّ
حين وصلت إلى فراشك الوحيد و الأخير
وجدت بقايا شعرك الذي حصده المرض
بيديّ الصّغيرتين
وضعته في خزانة ثيابك فوق "مَلْيَتِكِ" السوداء
و منذ ذلك الوقت و أنا أبحث عنك لأعيد لك شعرك المتساقط
لم أبك يومها
و لم أذرف دمعة واحدة
كنت أكبر من البكاء
و أصغر من الحزن
و الٱن كبرت كثيرا
تجاوزت الثلاثين
و لم ينبت على وجهي شعر
و هذه اللّحية التي أفركها الٱن هي ما تبقّى من شعرك الذي احتفظت به
و كلّما حلقتها
نبتت داخلي غابات من الحزن
Comments