top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

قصيدة الباب للشاعر الرائع بحر الدين عبد لله احمد (من السودان الشقيق)


الباب

بين غَمْضٍ في المشيئاتِ وغمْضِ

تَرْحَلُ الوَرْداتُ والعَطَّارُ يمضي

لهفَ ما الْتاذتْ حنايانا به

يمزجُ الرَبُّ لنا محْضا بمَحْضِ

ويُعرّي بالصدى أجسادَنا

غاسلاً جيناتِنا من كُلّ حِمْضِ

أيها الآتون من أرضي سلامٌ

درْبُكم للحُبِّ بعد الحُبِّ يُفضي

ولكم ما للمُحبين، سناهُمْ

وحناني خافقٌ في كلِّ نبضِ

أتُرى أنسى عِيالي! وقدِ

اسَّاقطوا ركضاً على مضمارِ رَكْضِ

فبما انْهالوا على كفّي طيوراً

تَلْقَفُ النورَ على جُوعٍ مُمِضِّ

وبما ذابوا حنيناً عند ذِكرِي

أغفِرُ الان لهم بعضاً ببعضِ

وحناني، سوف ترتاحُ عصافيرٌ

على غُصْنٍ من التسبيح غضِّ

يا حبيباً كان في الدنيا حبيبي

لك مرضاتي عُلُوّاً بعدَ خفْضِ

ربِّ هذا المَنْحْ فيّاضٌ، فهبني

من تسابيحك حمْداً ثُمَّ رَضِّ

فأنا محضُ تُرابٍ من تُرابٍ

بسناك المُشتهى مولاي عِرْضي

لك ما تُبصرُ من فيضٍ صغيري

ولك الحُبُّ فلا يغشاك بُغْضي

ما ترامتْ في السماواتِ بلادٌ

ونمَتْ أرضٌ على أنقاضِ أرضِ

هكذا تحنو المشيئاتُ علينا

وتُواري بعض أحلامٍ وتُنْضِي

غير أنّا نُهرقُ العُمْرَ ضياعاً

وهْوَ إكْراما لعَيْنَينا سيُغضي

إنَّ حُسْن الظنِّ بابٌ يا رفيقي

فافتحِ البابَ إلى المحبوبِ تمْضِ

بحر الدين عبد لله احمد (من السودان الشقيق)

12 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page