لم لا تعود ؟ وعاد كل مجاهد …
بحلى( النقيب ) أو انتفاخ (الرائد)
ورجعت أنت ، توقعا لملمته …
من نبض طيفك واخضرار مواعدي
وعلى التصاقك باحتمالي أقلقت …
عيناي مضطجع الطريق الهامد
وامتدّ فصل في انتظارك وابتدا …
فصل ، تلفّح بالدخان الحاقد
وتمطّت الربوات تبصق عمرها …
دمها وتحفر عن شتاء بائد
وغداة يوم ، عاد آخر موكب …
فشممت خطوك في الزحام الراعد
وجمعت شخصك بنية وملا محا …
من كل وجه في اللقاء الحاشد
حتى اقتربت وأمّ كلّ بيته …
فتّشت عنك بلا احتمال واعد
والي انتظار البيت ، عدت كطائر …
قلق ينوء على جناح واحد
لا تنطقي يا شمس : غابات الدجى
يأكلن وجهي يبتلعن مراقدي
وسهدت والجدران تصغي مثلما …
أصغي ، وتسعل كالجريح الساهد
والسقف يسأل وجنتيّ لمن هما ؟
ولمن فمي ؟ وغرور صدري الناهد؟
ومغازل الأمطار تعجن شارعا …
لزجا حصاه من النحيع الجامد
وأنا أصيخ إلى خطاك أحسّها …
تدنو ، وتبعد ، كالخيال الشارد
ويقول لي شيء ، بأنك لم تعد …
فأعود من همس الرجيم المارد
أتعود لي ؟ من لي ؟ أتدري أنني …
أدعوك إنك مقلتاي وساعدي
إني هنا أحكي لطيفك قصّتي …
فيعي ، ويلهث كالذبال النافد
خلّفتني وحدي ، وخلّفني أبي …
وشقيقتي ، للمأتم المتزايد
وفقدت أمّي : آه يا أمّ افتحي …
عينيك ، والتفتي إليّ وشاهدي
وقبرت أهلي ، فالمقابر وحدها …
أهلي ، ووالدتي الحنون ووالدي
وذهلت أنت أو ارتميت ضحيّة …
وبقيت وحدي ، للفراغ البارد
أتعود لي ؟ فيعبّ ليلي ظلّه …
ويصيح في الآفاق . أين فراقدي؟
عبدالله بردوني
Comments