top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

قصيدة: إمرأة الفقيد للكبير عبدالله بردوني


لم لا تعود ؟ وعاد كل مجاهد …

بحلى( النقيب ) أو انتفاخ (الرائد)

ورجعت أنت ، توقعا لملمته …

من نبض طيفك واخضرار مواعدي

وعلى التصاقك باحتمالي أقلقت …

عيناي مضطجع الطريق الهامد

وامتدّ فصل في انتظارك وابتدا …

فصل ، تلفّح بالدخان الحاقد

وتمطّت الربوات تبصق عمرها …

دمها وتحفر عن شتاء بائد

وغداة يوم ، عاد آخر موكب …

فشممت خطوك في الزحام الراعد

وجمعت شخصك بنية وملا محا …

من كل وجه في اللقاء الحاشد

حتى اقتربت وأمّ كلّ بيته …

فتّشت عنك بلا احتمال واعد

والي انتظار البيت ، عدت كطائر …

قلق ينوء على جناح واحد

لا تنطقي يا شمس : غابات الدجى

يأكلن وجهي يبتلعن مراقدي

وسهدت والجدران تصغي مثلما …

أصغي ، وتسعل كالجريح الساهد

والسقف يسأل وجنتيّ لمن هما ؟

ولمن فمي ؟ وغرور صدري الناهد؟

ومغازل الأمطار تعجن شارعا …

لزجا حصاه من النحيع الجامد

وأنا أصيخ إلى خطاك أحسّها …

تدنو ، وتبعد ، كالخيال الشارد

ويقول لي شيء ، بأنك لم تعد …

فأعود من همس الرجيم المارد

أتعود لي ؟ من لي ؟ أتدري أنني …

أدعوك إنك مقلتاي وساعدي

إني هنا أحكي لطيفك قصّتي …

فيعي ، ويلهث كالذبال النافد

خلّفتني وحدي ، وخلّفني أبي …

وشقيقتي ، للمأتم المتزايد

وفقدت أمّي : آه يا أمّ افتحي …

عينيك ، والتفتي إليّ وشاهدي

وقبرت أهلي ، فالمقابر وحدها …

أهلي ، ووالدتي الحنون ووالدي

وذهلت أنت أو ارتميت ضحيّة …

وبقيت وحدي ، للفراغ البارد

أتعود لي ؟ فيعبّ ليلي ظلّه …

ويصيح في الآفاق . أين فراقدي؟

عبدالله بردوني

5 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page