بينما شرعَ بالسير في الشارع مثقلاً بالهموم، كل سكاكين الضياع والألم في آن واحد تحز عنقه و رقبته، لعنة جعبته البالية ممتلئة باليأس، حيث قد وعدَ ابنته بإجراء عملية لعينها، فجأة رأى باب بيتهم القديم الذي سكنه اكثر من شخص، بلهفة دفعه، وإذا بأمه في ركن الغرفة، على تلك الوجنتين تسيح الدموع، كل سهام الانكسار والحزن بين نظراتها، بينما يداه بشدة ترتجفان، لا يعلم أين ذهب عقله بعد ذلك الضرب، حتى رائحة الكحول أشمأزت منه، تنهداتها رغم كِبر سنها كطفل صغير، أشاحت بنظرِها نحو صورة الكعبة، قالت:
"سيُجازيك ولو بعد حين"
حسين علي/العراق
Comments