1. (أكتبُ إلى صديقي)
الذي يعتمر نقمتَه
كقبعة ورقية
يظنُّ أنها تجعله
يبدو سخيفاً.
يقول،
"مَن أنا كي أطالب
الآخرين بالإصغاء إليّ؟"
لكن الجسدَ جسدٌ
والنارَ نارٌ،
وليس من الضروريّ
أن تشكّل الأشياءُ فرْقاً
كي تكون حقيقية.
من خصائص
نبيذ الزنجبيل
أنه يفتقر
إلى الإعجاز.
وأنا أكتبُ،
أتمنّى
أن يتذكّر هو مذاقَه.
أكتبُ
في مهبّ الريح.
أما هو فلن
يكتبَ ردّاً.
هو يحبني
إلى أقصى الحدود.
■ ■ ■
2. (تتساقط الطيورُ أحياناً)
وهذا بالكاد يُلمَس.
امرأة متعَبة
تُسوّي ياقتها
على الرصيف
في محطة القطار.
تَجَلّي
المثالِ
أبداً يفوقُ
استخدامه الشحيح.
ريشة زرقاء
تتراقص في أعماق الليل.
■ ■ ■
3. (المِفْصَلة)
يدٌ تمتدّ ملأى قد رُدَّتْ
تنتزع الزنابق من علَب الأزهار
في ليالٍ تُصَدُّ حتى القبَلُ فيها.
قد سألتِ الشرفةُ إن كان يمكنها
الانسحاب إلى صالة الاستقبال
كي تتجنّبَ الخجلَ من رِضاها
بيِّنٌ، كقرية صغيرة
من الحمَام السلحفاتيّ
ذهلتْ عن الطريق
إلى الأسلاك من أمامي.
بأقلّ قدر من هذه القوة
يُغتالُ أحدهم أو يبدأ بالاعتقاد
أن شيئاً ما سيؤدي إلى مكان ما
مختلفٍ ومنكسِرِ الضوء.
ربضتِ الأشجارُ.
تميل بأناةٍ، تُخلِّقُ
الظهيرةُ أشباحاً ترحّبُ بالشفق.
يدٌ ترفُّ
بينها، كسمكة ضئيلة،
بين أشداق الظروف.
لكنّ خطوط الظل
تتمدد وتتكاثف، لتخمد
وهجَ السالمون، رغم جسارته.
والأيدي، كما الأزهار،
يصيبها الذبول، أسرع حتى من نواياها،
في أوج التلقيح.
أن تصلَ يعني أن تنتأ.
أن تتواصل يعني أن تتهدل.
إنه عالم الأبعادِ الباردة.
هل عليَّ أن أغنّيَ عن الطيران
بينما أهوي عن الحافّة؟
ـــــــــــــــ
Mario Ángel Quintero شاعر وكاتب قصة كولومبي من مواليد 1964 يكتب باللغتين الإسبانية والإنكليزية، تُمثّل تجربته التيار الجديد للكتابة في بلده.
留言