قسا الزّمان وتجبّر قصيدة للشاعرة والأديبة التونسية نعيمه المديوني

قسا الزّمان وتجبّر

أسال دمع المُقل

اعتصر الفؤاد وما شعرَ بالنّدم

زماني يا زمن المحن

كسرت أغصان الأحلام

تفنّنت في زرع الفتن

يا صبر أيوب متى ننسج للأفراح خيوطَ الشّمس تمتزج بالقمر

متى تدقّ أجراس المدينة ترقص السّنون

ترتدي الفصول سنابل القمح موشّات بسحر القدر

تزغرد الأيّام تزرد للعيد أبهى الحُلل

زماني يا طيرا كسيرا

خابت ظنوني تبعثرت موازين الأمم

سقم فصولك تبكي ليالي المحن

لا تبالي بسيول المطر

يا فجر دثّر أسوار مدينتي

هِب لها النّور قبل أفول النّجوم والقمر

عجّل بالمسير قد يستحيل الأمل رمزا للمحن

يا ربوع بلادي خضّبي بالحنّاء أراضيك

تزدان لياليك بصوت المزمار ودقّ الطّبول وأعذاق العسل

هِبي روحك لحلم بهيج لا ينحني للسّقم

يا أحزاني تبخّري ما ظلّ فينا شبرا يحتمل الألم

اخلعي لبوس الشّجن

ارتمي بين أحضان الهوى

اغتسلي باقداح الغرام

مدّي كفّي عبّقيه بعطر الخُزامى

داعبي خدّ الزّمن

يا ظنوني هلّمي نرتع في السّواقي

نرقص حذو الوادي

نحاذي الطّيور على المُرج نبني أبراج الهمم

نزيّن سماء الوطن نرشق النّجوم قناديل كالمطر

نرجم الشّيطان يهجر أديم الخضراء كسيرا يكرع النّدم

يا موازين الزّمن غيّري المقادير

تنبت لنا أجنحة نحلّق فوق القمم

خضرائي ياعروس الأمم

هُبّي من سبات

كسّري الصّمت

اصرخي :

هنا مولدي.. هنا موطني.. هنا حبّي ولو جار الزّمن

لو خيّروني بين المدائن لاخترتك أمّي وأهلي وكلّ المُتع

لو سألوني اسمي لقلت تونس ولو طالت بنا المحن

أحبّك فوق الحبّ حبّا لو نثروه لأنبتت الأرض الدّرر

زماني مهما قسوْت فدثارنا الأمل

مهما جفوْت فأرضنا الولّادة ستهب خير البشر

نعيمه المديوني