قبل ألف عام
جمعت بقايا أوراق الخريف
هيّأت أحلاما للرّحيل
تزودت بالصّبر وغناء الطّفل الصّغير ......
لملمت رذاذ المطر ......
جمّعته في كفّي ......
عساه يصير أنشودة سلام ......
أملا يزرع الدّفء والأمان ......
يسري في العليل كالحياة
.....................
هنا... قبل ألف عام
انتفض الزّمان يُعلن العصيان
اختنقت أصوات الدّمع
ابتلعت الأشجان
اهتزت المسافات تبحث عن
السّنين العجاف .....
تروي عقمها ......
ينمو ضرعها .....
وأنت على فمي لوعة
في عيني دمعة ......
يختنق صوتي ......
تمتنع عنّي التّراتيل ......
أمزّق أوتاري ......
أبحث عن لحن ......
ينسج من المواويل رداء للسّنين
.....................
وآه يا مواجعي
فتحت القبور أبوابها تبحث
عن غذاء ......
عن غيمات فارقتها الحياة
ترسمها لوحات باهتة ......
اهتزت المضاجع تبحث عن
حممٍ تؤجج بركان .......
أشعلت الجماجمَ وقودا
سافرت عبر الأنين
تبحث عن مرفئ
تحطّ عليه العصافير
يا نهري الحزين ......
كليْل وحيد .......
يموت فيك المحاري ......
يلقي الصيّاد شباكه ......
تتسلّل من ضلوعه الأحلام
تشحّ في بيته الأنوار .....
تستفيق ملء روحي رعشة بكاء .....
تبحث عن دفء واحتواء
أجدني نجمة تعانق السّماء
أحضن وحدتي أنام على الخواء
.....................
هل أتاك حديث فاتنة سمراء؟
منذ ألف عام كانت هنا
ترقص في غلالة بيضاء .....
ترسم على الرّمال أغصان الزّيتون ......
تكتب على خصلات شعرها ......
تاريخ أمّة نكست أعلامها
مزّقت صبرها ......
فاجأها المخاض ......
ارتفعت ساريتها تعانق السّحاب .....
اهتزّ سعف النّخيل طربا ......
..................
هنا منذ ألف عام
حمل اللّيل سكينة الفؤاد
نبشتُ في الطّين أظافر عذراء
تبحث عن اللّيالي الملاح
أصابعي البليلة ......
رسمتْك حلما ......
أضأتْك قناديل ......
كتبتْك قصيدة على جيدي
انبثق من صدري نور
كالشمس تُعلن انتصار النّهار
كخفقة فؤاد يعلن عن ميلاد حبّ جديد
نعيمة المديوني
Comments