قبر الوقت *شعر المختار المختاري الزاراتي

الوقت مكيدة

والنسيان كذبة

وأنت لفتة الحرف

إذا ما اصطاد الليل من مآزق الغربة..

طريقي واضحة

وكلماتي صالحة

لرسم تمرّد سمائي العاكسة

أوراقي فاضحة

وروحي سائحة

في تردد صوتي

يجرح المدى باسمي جارحة

وجه البحر

وروحيا مازحا تقرّ بضدّ الجزر

والمدّ مجازف

لا ينتهي في قصة نائحة

أوفي مشنقة وعيده..

في عزف دموعه

في وتر رجوعه

إلى الوقت المكيدة

لنسيان كذب السكر

المغسول بفتنة الحقيقة

أيامي سيدتي ضياع

والقاع يعيش في قلبي

على سليقة الأشياء في قماطها الأول

وقلبي في الحبّ أعزل

يقاتل...

كم وددت أن أكتب لك قصيدة غزل

لكنّ أرض عاقر أخذتني مني

وسلمتني للموت

في حريق أوراقها

بلاد تصلح فقط بلاط لشيخ الطريقة

أو لأشباح تنطح الخواء بقرون مسروقة

من شموخي

من لحظة عمري تنطق ألوان الحبّ العاصف

ورحيقه.. وحريقه

كم وددت سيدتي

أن أكتب عينيك

شفتيك

رشاقة قوامك

لون رضابك ينعش روحي بسكر القبلة

قلبك البحر الغرق في غريقة عمري

أنفاس صدرك ذات وصال

يغرقني في لجّ عرقي

على سرير عمري

يجدد لزماني بريقه..

يا سيدة ألهبت كوني

بما في الحكاية من زيف

وفخاخ كلام

عن سلالة رسوم لمعاني تالفة في ظلّ

أزمنة سحيقة..

ما كدت أشفى من وطني

حتى رميتني إلى وطني فيك

بشفاه نزقة

وخمر أراقت قلبي

وجد

وأنت الراسيات على القلوب الرقيقة..

يا سيدة فتحت في نبيذ الله

مسرب للمعاني السحريّة

وابتكرت للحزن موت بمليون طريقة..

حتى غدى الحزن فيك واجب يوميّ

وشرعة الحبّ

الذي يهزني إلى براريك الطليقة..

والوقت مكيدة

وكذبة

والنسيان استحالة

والحبّ مغامرة خاسرة

مادامت الحروف تتلفت

لصيد الليل من غربة

خرّبت روحي

روح القصيدة..

 رادس / المرسى / تونس

 في 16/04/2019