top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

*** قَـــصـــيــدَ تَـــاِنِ *** للشاعر التونسي الاستاذ عبد العزيز الحاجي


١) قِــصَّـــةٌ عَــطِـرَةٌ : كَانَ مِنْ أطْيَبِ عَادَاتِهَا حِرْصُهَا عَلَى أَنْ تَتَعَطَّرَ لَهُ لَيْلَ نَهَارٍ، بَيْنَمَا عَاشَ هُوَ يَتَنَفَّسُ بِهَا وَ لَهَا ... فَقَطْ " يَتَنَفَّسُ مِنْ أَجْلِهَا " . فَجْأَةً عَنَّ لَهَا أَنْ تَسْتَبْدِلَ تَقْلِيعَةَ عِطْرٍ بِأُخْرَى سُرْعَانَ مَا خَبَرَتْ دَوِيَّهَا فِي خَيَاشِيمِ رَجُلٍ عَابِرٍ حَتَّى لَقَدْ خَنَفَتْ بِأَنْفِهَا عَالِيًا عَالِيًا ، وَ فِي ضَوْعَةِ عِطْرٍ طَارِفٍ ضَيَّعَتْ حُبًّا تَلِيدًا ... أَمَّا هُوَ فَقَدْ ظَلَّ فِي غِيَابِهَا مِثْلَمَا هُوَ لَا يَسْتَطِيبُ بَيْنَ كُلِّ الجَنَائِنِ وَ القَوَارِيرِ التِي فَغَمَتْ رُوحَهُ إِلَّا رِيحَةَ المَرْأَةِ الأُولَى ، نَكْهَةَ المَرَّةِ الأُولَى ، ضَوْعَةَ المُرَّةِ الأُولَى ، تِلْكَ التِي عَبَقَتْ أَنْسَامُهَا مِلْ ءَ شَغَافِهِ وَ المَنَابِضِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، وَإِلَى الأَبَدِ ...

٢ ) الــطَّــرِيــقَــةُ الــطَّــيِّـبَـةُ : أَحْيَانًا يَحْلُو لِي أَنْ أُفَكِّرَ فِيكِ بِطَرِيقَةٍ طَيِّبَةٍ كَأَنْ أَعْتَقِدَ جَازِمًا أَنَّكِ تَتَنَفَّسِينَ نِيَابَةً عَنِّي وَ أَنَّنَا رُوحٌ وَاحِدَةٌ تَتَحَالَى فِي صُورَتَيْنِ : أَنْتِ تَتَنَفَّسِينَ لِي ، وَ أَنَا أَتَنَفَّسُ مِنْكِ ، أَنْتِ تَتَنَفَّسِينَ فِيَّ وَ أَنَا أَتَنَفَّسُ عَنْكِ . أَنْتِ تَدُورِينَ بِي وَ أَنَا أَدُورُ حَوْلَكِ . جَسَدِي يَهْتَزُّ طَرَبًا لِكَرَمِ أَنْفَاسِكِ ، جَسَدُكِ يَرْقُصُ انْتِشَا ءً بِتَسْبِيحِ أَنْفَاسِي . دَوْمًا تَحْنِينَ عَلَيَّ ، دَوْمًا أَحِنُّ إِلَيكِ ... يَوْمًا مَّا سَتَبْهرُنِي أَنْفَاسُكِ السَّمَاوِيَّةُ وَ لَا شَكَّ ، لِأَنَّنِي مِنْ طِينٍ ، أَعْرِفُ ذَلِكَ . لَكِنَّنِي أَتَحَدَّى الدِّيدَانَ ، أَتَحَدَّاهَا زَبَانِيَةَ القَبْرِ أَنْ تَكْرَفَ رِيحًا خَبِيثَةً تَقُودُهَا إِلَيَّ . جَسَدِي : رُوحٌ مُعَتَّقَةٌ بِشَمِيمِ أَنْفَاسِكِ . جَسَدِي أَبَدًا حَيّْ . *** من كتابي ( رُوحِي مُعَطَّرَةٌ بِأَنْفَاسِي ) سنة 2017 .

23 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page