في عيد المراة العالمي :
ثقافة الحب لا ثقافة الوثائق والعقود
........
كل التحية الى نساء بلادي ..كل المحبة للنساء في عائلتي..وبين أصدقائي.كل الرحمة لأمي العظيمة التي كانت رحمها الله قادرة أن تقود مجتمعا كبيرا لا عائلة صغيرة فقط وكل الرحمة لزوجتي الراحلة نورة التي كانت أجمل شيء في حياتي كونت معي عائلة رائعة حملت هي مسؤولياتها بحب كبير وتفان نادر ..
واليكم جميعا... النساء الرائعات في أي ظرف.. وفي كل حالاتها.. وتحت أي قبو كلهن سندا للرجل وللعائلة ككل.. و للمجتمع.. في عيدهن العالمي النضالي الجميل والحقوقي المتميز ..... والرجال وهم السند والدعم لهن.. لا فقط كل يوم بل كل حين..
اليكم هذه الكلمات بعيدا عن مسالة الحقوق وقضايا الذكورة والأنوثة ..
..انها من أجل حياة جميلة بين الزوجين ..
أقول :
لا تجعلوا من الزواج. والعلاقات الزوجية عقدا تجاريا فيه واجبات وحقوق..لا تجعلوه تنفيذا لورقة . لوثيقة ..
الحياة الزوجية تصبح بلا طعم ولا معنى اذا ما تحولت الى مجرد توافق على العيش معا تحت سقف واحد ..أو أصبحت اضطرارا على العيش معا ...
لا تفقدوا الحياة الزوجية جمالها وسموها بالتمسك كل واحد بما أعطته الوثائق من الحقوق وما فرضته من واجبات.
السعادة ليست هنا ..
السعادة هي التفاهم على حياة فيها حب ..وفيها الأحاسيس المتدفقة من القلب . وفيها تشارك...وفيها نكران الذات. وليس فيها البحث عمن ينفق وعمن عليه البيت..وعمن عليه السوق وعمن عليه الفواتير
..وعمن عليه الروضة والمدرسة .. . وعمن يسيطر ويهيمن ..وباسم من هذه الملكية ..ولمن تعود غدا ..
اجتمعوا معا ..وضعوا أمامكم كل يوم امكانياتكم معا. في ابتسام وتشارك وتوافق وطبعا بروح عالية يحدوها الحب والتفاني ..واحسبوها واقتسموها وانفقوها ..وفق الظروف والقدرات ..ولا يتمسك كل واحد منكم..بروح الهيمنة واليد العليا
.....حتى لا تكون هناك يد سفلى
اجعلوا من الحياة الزوجية حبا وتفانيا وتفاهما فالسعادة لا تشترى. ولا تحققها الوثائق والثقافة الانثوية ولا الثقافة الذكورية ..ألغوها من حياتكم ..وسيروا استجابة للمشاعر الجميلة والاحاسيس اللطيفة ...
اجعلوا البيت عش عصفورين ..ولا عش دبابير ..
أعرف أني اتحدث في المثاليات
..لكني لا أحلم كثيرا بالمستحيل .. ان ما اقوله هو الممكن ..وهو اليسير
..والحياة التي تسيرها العقود والوثائق هي الصعبة ... .....
نعم إن الوثائق ضرورية للتوازن والوضوح وان شئنا للنظام والتدقيق في الحياة ....حتى لا نتحول الى حيوانات لا شيئ يميزها غير انها تنجب وتحترم طبيعتها ..إنما لا يجب أن تكون هذه الوثائق هي الرابط وهي المسير ...تأكدوا أن بشيء من الفهم والتفاهم والقبول دون رغبة في الهيمنة ولا رغبة في ايديولوجيات مجحفة ولا أفكار *فيمينزيمية* مريضة كل شيء ممكن ...
انسوا الهيمنة..وتنحوا عن الفردانية
..وتجاوزوا الأنانية ..والرغبة في البروز على حساب الطرف الاخر
...جربوا ..وتعلموا ..وربوا أنفسكم على حياة جميلة..هي حياة اخرى...هي ثقافة اخرى ..هي ثقافة الحب وليس أجمل في الحياة من الحب ..والحب ليس مستحيلا ..أنه تفتح القلب على الآخر ..وانتعاش يومية رغم صعوبات الحياة وضغوطات اليومي ..كل شيء يمكن تجاوزه بالحب ..وكل شيء يمكن تحقيقه بالحب
لا تغلبوا الماديات والظروف بالأنانية وحب الهيمنة بل غلبوا التفاهم والوعي بأهمية الآخر ...
ك إنه الحب ..محمد بن رجب
Comentarios