*** فـــي عـــقْـــده السّـــــــابِــــــعِ لَا يَـــــــزَالُ يَــــشْـــــعُـــرُ
كَـــــــمَـــــا لَــــــوْ أَنّـــــــــهُ بَــــــــــــــــــــــــــــــدَأَ الآنَ ***
الشّاعر الفلسطينيّ ( طلال حمّاد ) ضَيْفُ نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين )
في إطار إحيا ء اتّحاد الكتّاب التّونسيّين لِيوم الأرض الفلسطينيّ اِستضاف نادي الشّعر صبيحة الجمعة المُنقضي الشّاعر المَقدسيّ المُقيم في تونس الأستاذ ( طلال حمّاد ) لِمُحاورته حوْل تجربته الإبداعيّة وَ الإنصات إليه في شجونه وَ هواجسه كفلسطينيّ عربيّ أوّلا وَ كمُواطن عالميّ ثانيا .
وَ قدْ تولّتْ تقْديمَه إلى الحاضرين صديقتُه الشّاعرة ( ماجدة الظّاهري ) التي أعدَّتْ ورقةً أحاطتْ فيها بظروف ولادته في القدس وَ نشأته وَ تلقّيه تعليمه فيها ثُمّ انتقاله أواخر سبعينيّات القرن الماضي إلى فرنسا لمُواصلة دراسته حتّى سنة 1984 عندما انتقل إلى تونس مُستقِرّا فيها حتّى يومنا هذا ... وَ لمْ يَفُتِ الأستاذة ماجدة في هذا الإطار عرض قائمة مؤلّفاته التي تنوّعتْ بين القصّة القصيرة وَ الرّواية وَ التّرجمة وَ الكتابة للمسرح ، ثمّ مُقَارفة الشّعر لِتَستنتِجَ أنّ ضيفنا نموذج للمُبدع المُتعدّد الأبعاد وَ المَلَكَاتِ ...
أمّا التّقديم الثّاني لِضيْفنا فقد أعدّه كاتب هذه السّطور الذي رصد خصائص فنّيّة لافتة وَ دالّة على حيويّة مُنجَزِ ضيْفنا
الإبداعيّ وَ خاصّة من خلال كتابيْه الشّعريّيْن المُهمَّيْن : ( ظِلٌّ على وردةِ روحي ) وَ ( لَا شيء غيْر أنّي أُحِبُّهَا ) . فقد
عرفتْ قصيدةُ ضيفنا تحوّلات من الغنائيّة إلى الدّراميّة . كما تبلورتْ في كثير من نصوص هذيْن الكتابيْنِ قصيدتُه المُتخفّفة من بلاغة الصّورة التّراثيّة وَ من القاموس وَ الإيقاع الصّاخبيْن المُقَنّنيْنِ سلفا ممّا جعل صوت ضيْفنا هامسا يتجرّد في هذا النّوع من الكتابة إلى التّفاصيل الصّغيرة وَ إلى التّجارب اليوميّة الطّازجة التي لمْ يَطَلْهَا التّشييءُ ...
وَ إذْ أحيلتِ الكلمة إلى ضيْفنا الأستاذ الشّاعر ( طلال حمّاد ) فقدْ قرأ قصا ئدَ للقدس وَ لفلسطين مُتناغمة مع ذكْرى يوم الأرض على إيقاع عزْف رائق صاحبه بِهِ من بداية الحِصّة إلى نهايتها الفنّان المَوهوب ( شادي بالرّيش ) ... غير أنّ تفاعُلَ الحاضرين بأسئلتهم مع ضيْفنا سُرعان ما قاده إلى قرا ء ة نصوص أخرى فارقةٍ فنّيّا في مسيرته الإبداعيّة وَ في مَوقعه المُتميّز من الشّعريّة الفلسطينيّة وَ العربيّة أيضا ...
وَ لعلّ ما سيظلّ يتذكّره الحاضرون هو إلحاح ضيْفنا على أنّ قدر الشّاعر الأصيل هو أنْ يختطّ بالضّرورة طريقه الشّخصيّ إلى قصيدته البِكْر بعيدا عن اجترار مُستويات القول الشّعريّ السّابقة تقليديّة كانتْ أوْ ( مُعاصرة ) ...
وَ معَ أنّ الحِصّة استمرّتْ قُرابة الثّلاث ساعات ، فإنّ الحاضرين أجمعوا على أنّ تجربةَ ضيْفنا الإبداعيّة تظلّ في حاجة إلى مزيد من الاكتشاف ممّا يَستدْعي استضافة الأستاذ الشّاعر ( طلال حمّاد ) في مُناسبة أخرى قادمة ... فالشّكر ، كلّ الشّكر لضيْفنا الذي شرّفنا بحضوره ، وَ للفنّان المُتألّق ( شادي بالرّيش ) الذي أثّث الحصّة بأغان مُلتزمة للشّيخ إمام وَ الحما ئم البيض وَ مارسيل خليفة ... كما أُجدّد أزكى التّحايا لأحبّا ء الشّعر الذين لمْ يتخلّفوا عن مُواكبة نشاط النّادي رغم التّغيير الطّارئ على عملنا هذا الأسبوع لأسباب استثنا ئيّة .
*** عبد العزيز الحاجّي ***
Comments