في طريق الفكرة
سمعتُ صغير ظبي يقول:
أيّها الوقتُ الذّي لم تمنحني فُرصةً
لأعيد جميلاً إلى أهله
لم تمنحني الفرصة لتحقيق بعض ما يسعد أمي وأبي
أيها الوقت الماكر
كنتَ تسيرُ مَعنا، ترقُبُنا بعيونِكَ هازئًا
كلّما اقتربتُ من النّهر
وسارعتُ بحمل بعض المياه إلى أبويَّ
سارعتَ بحفرِ خنادق ووديان أمامي
كانت عزيمتي قويّةً
كلمّا تعبتُ كنتُ أنشدُ ما كنتُ أنشدُ في طفولتي
"افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال
افتح واستقبل أصحابك نحن الأطفال"
أثناء الركض حاولتُ مرارا تشتيت ذهنكَ بالأناشيد
أعرف، في سرّكَ كنتَ تحنّ إلى طفولةٍ لم تعشها
فقد كنتَ بلا أب وأمٍّ ولا إخوةٍ
لم تتشاجر مع إخوتك على الغطاء،
ولا عن حُدود الفِراش
ولم تبكِ في قيلولةٍ فُرضَت عليكَ
فأنت يا وقتُ لا تمر بما نمر به منذ الولادة إلى الوداع.
لذلك أفهمُ كيف كنت تراقبني وتنتشي
كنتَ ترغبُ في تبديل الأدوار معي
لكنني كنتُ أركضُ من أجل وعدٍ قطعتهُ لأبي وأمي
كنتُ أركضُ...أركضُ
لكنّ يدًا ما -ليست خفيّةً- دفعتني.
______
سامي الذيبي (من حوار الظبي والوقت)
Comments