في سنة 399 قبل الميلاد حكمتْ السلطة في أثينا على سقراط بالموت، وذلك بأن يشرب السمّ، بتهمة إفساد عقول الشباب وازدراء الآلهة.
قام الفنان الفرنسي جاك لوي دافيد (Jacques-Louis David) برسم هذه اللوحة سنة (1787) يجسّد فيها اللحظات الأخيرة في حياة الفيلسوف.
نشاهد في الوسط سقراط جالسا بين تلاميذه وقد رفع إصبع يده اليسرى إلى السماء وكأنّه يرمز إلى أنّ الأفكار لا تموت وستعيش بعده، بينما يتناول بيده اليمنى الكأس المسموم بلا اكتراث من يد الخادم الذي يبكي ومواصلا حديثه.
نرى افلاطون جالسا على كرسيّ في طرف الفراش مطأطأ الرأس حزنا على معلّمه، بينما يضع أبولودوروس يديه ورأسه على الحائط في انهيار.
بجانب سقراط تلميذه كريتون وقد وضع يده على فخذه، وكان كريتون قد استطاع اقناع، او شراء حراس السجن، كي يمهّد هروب سقراط لكنّ الفيلسوف رفض معتبرا أنّ الفيلسوف الحقيقي لا يخاف من الموت، كما أنّه لا يمكنه مخالفة القانون حتى ولو كان ضدّه.
يرى النقاد أنّ الرسام قد غيّر بعض التفاصيل التاريخيّة عن عمد، فأفلاطون يبدو في الصورة شيخا كبيرا بينما، في الحقيقة، لم يتجاوز عمره 28 سنة في تاريخ وفاة سقراط. كما أنّه، تاريخيّا، لم يكن حاضرا معهم ذلك اليوم. أمّا أبولودوروس فقد طرده سقراط من المكان لأنّه أظهر جزعا كبيرا.
ويُظهر الرسام سقراط ممشوق القوام والعضلات رغم أنّه كان شيخا في السبعين، وقد صوّر ملابس التلاميذ بألوان مختلفة إلاّ اللون الأبيض، كرمز للحكمة، فقد تركه لسقراط وأفلاطون فقط.
محمد النجار
コメント