صورةٌ وَ قصيدةٌ.....
تَحُلُّ غدًا الثّلاثاء 26 جانفي 2021 الذّكرى الثّالثة وَ الأربعون لِمَا أصبح يُعرفُ منذ عقود بِ ( الخميس الأسود )، وهْو اليوم الذي دعا فيه الاتّحاد العامّ التّو نسيّ للشّغل إلى الإضراب العامّ في كامل البلاد على إثر فشل المفاوضات مع الحكومة وَ استشراء الغضب و الاحتجاج في اوساط العمّال و كلّ قوى البلاد الحيّة... و قد شهدت العاصمة و باقي مدن البلاد يومها مظاهرات عارمة تعاملت معها قوى القمع بوحشيّة مفرطة نتج عنها سقوط مئات الضحايا من المتظاهرين العُزّل و الزٍّجّ بمئات النقابيّين و المناضلين عامّة في السّجون....
في تلك السّنة كنت قد التحقتُ حديثا بالجامعة التّونسيّة طالبا في قسم العربيّة ( كلّيّة الآداب ، 9 افريل في العاصمة) ، و تفاعلا
مع الاحداث التي لم اكن بعيدا عنها صحبة رفاق و زملاء و أصدقاء كتبتُ قصيدة ( اغنية) المنشورة في باكورتي الشعريّة ( افراح مختلسة) ممهورة بتاريخ جانفي 1978.
امّا الصّورة المُصاحبة هنا فهي صورتي في تلك المرحلة من عمري، و هي ماخوذة من صورة جماعيّة أظهرُ فيها صحبة اصدقاء لي اقمنا معا في الغرفة نفسها في المبيت الجاَمعيّ ببن عروس... و في ما يلي القصيدة :
.......... أُغنِيةٌ..........
وَطَنِي
هَذِي شوارعُكَ الآن راحِلةٌ في شُحُوبِ الفوانيسِ
مَأْخوذةٌ بِعبير الرَّصاصِ وَ مَجْرو حةٌ بالشّظايا..
رَأَيْتُكَ مُنْهمِكًا في بَعيدِ الهُتافاتِ ، حُزنُكَ أُنشُودةُ الفُقراءِ
وَ كانتْ نوافِذُ ( أفريكّا) مذعُورةً تَضطَرِبْ..
... وَطَنِي
سَقَطَتْ بيْننا العَنْتَرِيّاتُ وَ انْهزمَتْ دُونَ أحْلامِ قِسَّ الخُطَبْ
فَانْتَبِهْ !
إِنَّ لِلْفَجْرِ طَرْقًا جديدًا يُلِحُّ عَلى الصَّوْمَعَةْ
مَا أَكْثَرَ النّاسَ ، مَا أَتْعسَ النّاسَ
إِذْ لَا تُجَمِّعهمْ فِي الطّريقِ سِوَى الجُمُعةْ !
مَا أَرْوعَ النّاسّ ، ما أعظمَ النّاسَ
إِذْ يَهْتدُونَ إِلى زَوْبعَةْ !!!
عبد العزيز الحاجي
Comments