في الشارع الرمادي... قصيدة للشاعرة التونسية الشابة مروى بديدة
- asmourajaat2016
- Jun 27, 2019
- 1 min read

في الشارع الرمادي...
المكتظ جدا بالجثث المتحركة....
بأرجلهم المكتنزة ...
أو الخاوية جدا...
و العرجاء...
يتنقلون و يرفسون الأرض...
يضعون السجائر في أفواههم بملل قاتل....
يحملون الهواتف في ايديهم...
ذاك المشهد المقزز دوما ...
الهاتف في قبضة...
كيس المشتريات الأزرق
الأبيض أو الأسود اللعين في قبضة أخرى....
يهرولون بقلوب فارغة دوما...
و عقول يكتسحها الهم والضجر...
أما أنا أيها الرب...
فلا أريد أن أكون جثة في الشارع الرمادي...
لا أريد أن أتزوج بأحمق من هنا...
و أنظف البيت و أجهز طبق اللحم...
و أحضر الثياب من حبل الغسيل المزيف...
الذي يسقط كثيرا...
ثم تضاجعني جثته ليلا...
كبرميل النفايات بقلب فارغ هو أيضا...
أتركني أيها الرب في بيت دافئ..
مجنونة ...أحتسي كل أنواع الشراب بلهفة...
أتأمل شجيراتي و أوراق الحبق بلهفة...
أرتب أحذيتي و حقائبي القديمة بلهفة....
المهم هو تلك اللهفة يا الله ..
هذا القلب الملتهب يا الله...
لا تخلطني بالجثث لا عمدا و لا صدفة...
أغرقني في الماء...
طيرني مع العاصفة بعيدا بلا عودة....
نظف قلبي جيدا من كارثة الحنين ...
ادمجني كثيرا مع الأشياء الغريبة..
التي ستليق بي حتما...
أما هذا المعتاد ...الراكد...
فلست قادرة على حمله الثقيل...
بعد ألف عام من العيش هنا...
عرفت يا الله أنك تعاقب بالشوارع الرمادية...
و تكاثر الجثث...
ثم تضعني بقلب حي مجنون...
يغادر دقة...دقة
و يغادر أيضا دفعة واحدة....
الى حيث يمكنني أن أفرح ..
دون الخذع و الموت البطيء...
Comentários