في الذكرى 71 للنكبة كتب الشاعر التونسي المختار المختاري الزاراتي ما نهب بالقوّة لا يستردّ الاّ بالدم

سمائي ارتبكت

إيقاع خطاي يحزن الثرى

وقلبي شامخ مع الوردات

نشوة النهارات تسكبني سعيدا في حلق الدنيا

وتغسل بدمع روحي أوجاع التاريخ

والجغرافيا

شبت ولست بشيخ

ولا الحبّ يعدّ بأعمار الأحياء

وما انحنيت لمخلوق

ولو كانت الروح بين يديه مقبوضة

وما كنت وحي لوحدي

والوصف الملتبس يملئه ملح البحر

يربطني الى ظلّي

حين هممت بنسيان الحبّ

لأقول الحبّ مثنى

وثلاث

ورباع

لم يسكنن الخوف

ولا ذلّة لكرسي ذهبت بي الى الانبطاح

فأنا نشيد الصباح

في عيون صبية

عرّجت بقلبها عليّ

لتلثم قلبي

وتبري جراحيا

***

سمائي ارتبكت

وارتجّ عرش الزيف

مذ خلقت

والبحر شرب نبيذا قلبي

صنوف من الهمسات الشجيّة

خلسة يغنيني

قلبي جنّة كلّ العشاق

وطن للقبلات الليلية المسروقة

في منعطفات البيوت

ووطني أرحب من لوني

وديني

سمائي ابتكرت لغتي

والحبّ قول

وفعل

وكنت دمي

حين وعيت الرسم

رسمت فمي

على ورق بمطلقه يغريني

وكنت في دمي

وسمائي انسكبت على القلب

وكاد شيطان الحبّ يغويني

لكنّي تريثت حتى انفجاري

في دمي

زكنت دمي

ودمي في العشق فلسطيني

***

أنا

أنا الواقف بين نخلات جنوبي

كلمات في الصدى

تتبعثر

لتنتهي شمس

وشمسي حاقة

وروحي في الحبّ صادقة

وسمائي باسقة

وعيوني على الوتر عاشقة

والبحر من بعادها

ارسل الريح أمواجا يواسيني

وأيلول لي

ايلول يكتب بي

وهبني كفن من طين

ولحن حنيني

وكنت في دمي

أنا الذي

دمي فلسطيني

***

أنا الزاراتي الذي خبر المنون

وحين يشاء

تشاء الدنيا بأسرها

وحين يرى

يراه الكون جحيما

وحين يقول

يزلزل عرش سماء

من نار الحقّ انفلقت

فلا يرهبني زماني

ولا لغة السكاكين

أنا الذي ببسيطه فضح العراء النجس

وما دنّس يوما حقيقته

ولا انتظر في زماني

من زماني

ما يغنيني

وليسقني كأس الحياة العزيزة

بموت عزيز

أو بخمر الهجر يسقيني

لأني انتسب لدمي

وأنا دمي

ودمي في الهيجاء فلسطيني

***

سمائي شامخة

وذراعي سبّاقة خالقة

وفرسي عاشقة للميادين

كذا عشت

أيامي

وطويت سنيني

وكنت أبدا في دمي

لأنّ دمي

فلسطيني

***

لا النكبة سلمتني للخمارات

ولا النكسة ارسلتني لأحضان العاهرات

لكن بلادي قهرتني

والخيانات جرفتني لدفئي سبيني

من نشرات الأخبار

من عار

فجّر في الحلق نارا

حتى كاد الحبّ يعميني

فأنا مذ كنت جنيني

في دم الجنين

كنت لأكون دمي

وأنا دمي

ودمي فلسطيني

كلّ فلسطيني

***

يا سامعي

لا الانشاء لغتي

هو المبدئ

جحيم اذ يبدئ بعدّ الخطى نحو الموت

شهاب خيالي

يمشي بالقول

وبشهوة الأرض للمطر

لدمعة الربّ

تقتلني بالمرّ في أيامي

وأيام تحييني

ردحا أقمت في الموت

وردحا اعيشه وهو موارب في عمري

وسنيني

أنا العاديّ

القمحيّ

الحقيقيّ

أنا الشعبيّ الرسميّ

فلا الكراسي صنعت ميقاتي

ولا صوت ذرية 'الشراميط' يلهيني

أنا الغريب الغامض

الحبيب الرافض

البسيط الحقيقيّ الجاهز

الباسط الرافع الخافض

أنا سيد وحدي

وروحيا دمي

أنا الذي دمي شرعتي في الحبّ

ولغتي قرآن ديني

دمي الذي أنا

وأنا دمي فلسطيني

كلّ فلسطيني .../...

15/05/2019

في الذكرى 71 للنكبة العربية