ليكن في علم أعدائي ولا أعداء لي، حسب اعتقادي
أنّني لا أثق البتّة، لا في رجل يحكي مزاياه ولا في امرأة تبكي ولا في موعد لي مع نفسي
أنّني واع بما أفعله، واع تماما بانتصابي فوضويّا بين نفسي وبلادي
أنّني، حسب اعتقادي، لم أمت، بعد..
ولي مهلة أن أمهل هذا الشّعب.. أن أمهله الآن هنا
لي ثقة فيه
وفي عودته، إن عاجلا أو بعد خمسين أذى، من جنّة الدّستوبيا
لي ثقة عمياء في مرحلة ورديّة تأتي مع الفينيق في نهضته من نومه الكهفيّ
فلأمهله
هذا الشّعب لن يذهب في رقدته أبعد ممّا ذهب
الرّقدة طالت
وهو لن يترك، من ثـمّة، علّيسته أو حنّبعل العبقريّ
نـهب قطّاع الطّريق
الشّعب، هذا الشّعب، لن يهمل ما أهمله الأجداد في أندلس ضاعت
غدا أو بعده، للشّعب، هذا الشّعب، يوم
وليكن في علمه وهو على ما هو فيه
أنّه العائد في رعد شديد
وعليه، الآن أو بعد قليل
أن يرى أظفار منكوبيه في لحم هواء لم يعد يصلح
أو في لحم شيء لم يعد ملتحما
أنّ عليه الآن أو بعد قليل
أن يرى الأشياء بالعين الّتي لا تخطئ الـمرمى
وأن يضحك من غفلته تلك وكم طالت
ومن شبه ربيع لم يكن إلاّ خريفا
ليكن في علم أعدائي، ولا أعداء لي، حسب اعتقادي
أنّني، الآن هنا، أمهل نفسي
علّها تصحو على تونس أخرى
فأناديـها بأعلى شهقة لي: يا بلادي
ليكن في علم أحبابي جميعا
أنّني لا أدّعـي شيئا ربيعيّا لنفسي
فأنا إن رمت شيئا مزهرا
أصنع من ضلعي ربيعا
وأسمّيه بلادي
وأنا لست أنا في واقع الأمر:
أنا الغائب كالحاضر
في حضرة إشكاليّة كبرى أسمّيها بلادي
وبلادي الرّئتان، الأنف والعينان وهي القلب لا يبصر إلاّها بلادا
وهي، من ثمّة، شيء صارخ ملء فمي
حين أنا ترجمته في لغة الآخر
ضجّت لغتي
واحمرّ وجهي
فإذا بالدم يغلي
وإذا بي أعلن اللون وما بي
وأنادي: يا بلادي
ليكن في علم من يعلم أو لا يعلم: ..
احترت أنا : ماذا أقول؟
هل أغنّي وطنا
أوله: واو الوطاويط وما أبشعها
آخره: نون النواقيس ( لمن تقرع تحديدا؟)
وما بينهما الطاء فما هذا الطنين؟
زردة: 16 ماي 2019
Comments