top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

فسحة ثقافية للأستاذ محمد بن رجب: "ندوة وطنية علمية حول تحولات السرد التونسي وإشكاليات التحقيب .."



تعاون بين نادي القصة ومخبر السرديات بكلية آداب منوبة

...........

تكريم الكاتب الكبير عبد القادر بن الحاج نصروتخصيص جلسة علمية حول سردياته المختلفة

.............

منذ سنوات لم أكتب لأسباب مختلفة عن أنشطة نادي القصة بالوردية رغم أني أعتز به فأنا أعتبر أن هذا النادي العريق الذي أسسه الراحل الكبيرمحمد العروسي المطوي مؤسسة ثقافية كبيرة تمكنت من تحقيق إشعاع واسع وطنيا وعربيا وأثرت بعمق في الحياة الأدبية التونسية وكانت وراء فسح المجال للتشجيع والمتابعة والنشر للقصاصين الذين ظهروا منذالخمسينيات حيث احتضن الكثير منهم بجدية كبيرة كما فتح أبوابه أمام الشباب الذين نجدهم اليوم في عمر تجاوزت السبعين وربما الثمانين

وإن تأثير هذا النادي تواصل بعمق الى غاية التسعينيات...ثم تعددت الفضاءات التي ينطلق منها الكتاب الشبان دون أن تتمكن هذه الفضاءات من التنقيص من إشعاع نادي القصة ودون المس من دوره الذي يجعله دوما قادرا على الثبات والتطور وهو اليوم يواصل تغلغله الايجابي في الذهنية الأدبية لخبرته الطويلة

ولكن أيضا لأنه إنفتح على أسماء آخرى من المنشطين الفاعلين والمبدعين في مجال السرد بتونس أمثال سمير بن علي المسعودي ..ورضا بن صالحوأحمد القاسمي وغيرهم

واليوم أحدثكم عن هذا النادي لأني حضرت نشاطا له مميزا في مسألة مهمة جدا ألا وهي مسألة تحولات السرد التونسي وإشكاليات التحقيب يومي 26و27نوفمر الماضي و هو مميز لأكثر من سبب ..

أولا لأن الدراسات المعمقة لم تبحث بعد في مسألة التحولات في الرواية و القصة في تونس رغم المتغيرات في التاريخ وفي السياسة و في المجتمع وفي طبيعة الإبداع و في الثورة الاتصاليةوفي أحوال الكتاب و اختياراتهم الفكرية والأدبية..كما أن الباحثين الذين نظروا في مسألةالتحقيب لم يتفقوا عن طريقة واحدة في تتبع الإبداع السردي منذ ظهوره في تونس ..والسؤال هو كيف نتولى تحقيب تاريخ الإبداع هل بالزمن أم بنوعية

الإبداع أم بالمتغيرات السياسية و بحدوث تطورما في الأوضاع السياسية والثقافية والفنية

وغير ذلك ...

والأهم من كل ذلك هو أن نادي القصة بالوردية تمكن من التعاون في البحث في هذه المسائل الأدبية المطروحة على الساحة وعلى الباحثين مع مخبر السرديات والدراسات البينية بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة

..وهذا الأمر يعتبر كسبا كبيرا لا بد من تسجيله باعتزاز إذ أني اعتبر ذلك قفزة نوعية يحققها هذا النادي إذ يدخل في العمق الجامعي ويساهم في كسر حواجز كانت موجودة بين الجامعة وهذا النادي الثقافي الأدبي المختص في السرد

ومؤسسات أخرى قد تكون

مهمة ..

وأذكر هنا بالمناسبة أن مجلة "قصص"التي تجاوت الخامسة و الخمسين من عمرها كانت دوما إبداعية نقدية ثقافية

وهي طبعا متميزة وهي من خيرة المجلات السردية في البلاد العربية ..لكنها هذه السنة تقتحم مجال النشر المحكم

.أي أن هذه المجلة تكتسب حضورا في البحث العلمي من خلال نشر بحوث أكاديمية لا تظهر إلى الناس إلا بعد أن ينظر فيها أكاديميون مختصون ولهم إشعاع في الجامعةوخارج أسوارها وستعتمد في الجامعة كمجلة محكمة تفيد المشاركين فيها في نيل التأهيل ونيل التقدير العلمي الاكاديمي في الجامعات التونسية

وهذالا يعني أن المجلة ستغلق صفحاتها أمام النقد الثقافي السيار أبدا إنما ستواصل في حب إحتضان كل الأقلام .

والميزة الثالثة لهذا الندوة العلميةالوطنيةهي أنها إختارت الكاتب الكبير عبد القادر بن الحاج نصر لتكريمه..لا فقط من خلال تسليمه درعا للندوة وشهادة تقدير....وانتهي الأمر كما تفعل بعض الجهات عندنا في التكريم الذي تزايد بلا نفع من الجانبين فلا المكرم ينتفع بشيء ولا المؤسسة التي كرمته يبقى لديها اثر إيجابي أو ما يفيد أنها قدمت خدمة مهمة لهذا الأديب أو غيره

نادي القصة بالاتفاق مع مخبر السرديات بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة خصص اليوم الثاني للندوة للبحث في جوانب من الأعمال السردية للكاتب عبد القادر بن الحاج نصر بحضوره وهذا مهم جدا .

والميزة الرابعة للندوة هي أنها شهدت حفل إفتتاحها مع الجلسة العلمية الأولى والثانية في رحاب كلية الآداب بحضور الدكتور العميد المنصف التايب

..والدكتور نور الدين بن خود مدير مخبر السرديات بها ..

أما الجلسات الأخرى فقد تمت برحاب النادي الثقافي ابو القاسم الشابي بالوردية..وهو من أعرق نوادي الثقافة بتونس مرت منه أسماء كبرى لها حضورها الفاعل في السياسة والثقافة بالبلاد..وهو من الفضاءات الأدبية المهيبة وقد قال عبد القادر بن الحاج نصر بأنه كلما دخل إلى هذا المحراب الأدبي يحس وكأنه يدخله لأول مرة كما حدث له ذلك في بداية عام 1967 دخله بنوع من الرهبة و القشعريرة في الجسد ولم تتغير تلك المشاعر والأحاسيس إلى الآن وهو من هو من مجد وشهرة وإنتاج .. وابداع .

وللعلم أن هذه الندوة جمعت أسماء معروفة ونشيطة في الساحة الأدبية خارج أسوار الجامعة مثل عادل خضر ومصطفى الكيلاني ومحمد القاضي ونور الدين بن خود وفتحي بن معمر وجنات العليمي ورضا الأبيض ..

..وأسماء خطت خطوات جادة وثابتة على درب هذه الساحة الأدبية أمثال محمد صالح المجيد و أحمد القاسمي وعبد المجيد البحري ومنجي الطرابلسي ومحمد سويلمي والبشير الجلجلي ورضا بن صالح وأصيل الشابي ورياض خليف وسمير بن علي مسعودي والقاسم بن جابر ولطفي بن زكري وفيصل الشطي وإسماعيل الشعيبي وسوسن العجمي .

كلهم بحثوا في محاور عديدة منها التحقيب وإشكالياته ومعاييره ومشكلة الوعي بالجنس الأدبي في المرويات الأولى وفي روايات ما بعد الاستقلال وخصائصها من حيث المعمار الجمالي وبنية العوالم التخييليةوالتأصيل السردي ما بعد المسعدي واتجاهات التجريب..وروايات القرن الحادي والعشرين ..وقد بحث البعض في مسائل تنظيريةأو دراسة مجموعة من الكتاب او التركيز على كاتب فقط مثل دراسة أعمال الكاتبة

مسعودة ابو بكر التي أصبحت من ايقونات السرد العربي لا في تونس فقط واستعمالها بحث في قصص واحد من الساردين الأوائل الا وهو علي الدوعاجي و بحث في أعمال روائي حديث الا وهو الراحل الكبير محمد الباردي ..وايضا هناك بحث في التجربة القصصية لهيام الفرشيشي...

وطبعا كانت هناك موضوعات أخرى عديدة جاءت في عمق البحوث المقدمة أو على لسان المناقشين ..حول الكتابة النسائية او حول التحقيب وفق العشريات والتحقيب وفق الكم باعتبار أن الثمانين سنة الأولى من القرن العشرين لم تنتج غير مائة رواية مثلا في حين أن الثلاثين سنة الأخيرة جاءت بأكثر من الف ومائتي رواية فهل نعتبر ذلك تطورا طبيعيا أم هناك عوامل أخرى لا بد من النظر فيها بعمق كما تم طرح خصوصيات السرد الروائي في السنوات العشر الأخيرة وهي تتميز بعدة مظاهر اولا هي روايات الثورة في مظاهرها وأسبابها. وهي روايات فضائحيةأو هي روايات قذرة كما جاءت على لسان بعض الباحثين وكانت محور نقاش مطول على أساس أن كلمة قذرة تحمل شحنات أخلاقية

..والخصوصية الأخيرة التي اشير اليها هي الكتابة بالدراجة. واستعمال قاموس لغوي لم يتعود عليه المبدع التونسي ولا القارئ أيضا..

وقد انتهى الملتقى بحصة تكريمية للكاتب بن الحاج نصر وهو من أهم الأصوات الأدبية في تونس مشهور بغزارة الإنتاج رغم أنه كان إعلاميا وموظفا وديبلوماسيا لأكثر من أربعين سنة ..وقد الستالايت الكلمة ليتحدث إلى الحاضرين عن بعض المواقف التي عاشها مركز على البدايات مع هواة الأدب في الإذاعة. هذا البرنامج الذي كان يشرف عليه الشاعر أحمد اللغماني ويحرص الرئيس بورقيبة على متابعته بل كان يحتضن ملتقاه السنوي في قصره بالمنستير ويحضر كامل جلساته وقد يشارك في المناقشاتثم يلقي كلمته في الاختتام يعتبرها أساسية

وتحدث بن الحاج نصر أيضا عن بداياته في نادي القصة

..وهذا ما سأتناوله في مقال قادم إن شاء الله ..


17 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page