top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

فاكهةٌ من الورَقِ المُقوّى قصيد الشاعر التونسي المتميز يوسف خديم الله


فاكهةٌ من الورَقِ المُقوّى

ذا بابٌ /

أين الجدارُ ؟

تلكَ نافِذةٌ /

أينَ الأفقُ ؟

الجدارُ ، لأسندَه ظهري

وهزائِمي .

الأفقُ ،

لفسحةِ العينينِ

خارجَ سِلَعِ الجنّةِ

ذا بابٌ .

أدخلُ .

لا أخرجُ حافيًا من الدفءِ

أو نيّئا من الأفكارِ

تلكَ نافذةٌ صمّاءُ .

جميلةٌ عن بُعدٍ،

و باردةٌ.

كم أنا أمّيٌّ !

أنسخُ الرّعاةَ.

أساعدُ عُكّازي على الطريقِ،

فتقودُني العِصيُّ إلى زرَائِبهم .

ثلاثونَ/

على مهلٍ ، أحصيْتها

حتّى يئستُ من أصابعي

والحبرِ ..

ماأزالُ واقفًا ، في المرحاضِ .

هناكَ :

أحتقرُ العالَمَ .

أتخيّلُه كعكًا

يتثاءَبُ في قبضةِ طفلٍ،

يتثاءَبُ.

بارًا،

يغلقُ مفتوحًا.

كتبًا تترجّلُ.

نساءً،

بأجنحةٍ في الرّأسِ أيضًا .

هناكَ :

لا أحدَ يسألني/ ما اسمُكَ ؟

لا أحدَ يقودُني من بنكٍ،

إلى كذبةٍ

هناكَ :

وحدِي ، سيّدُ العالَمِ .

أنقلِبُ عليَّ متى أشاءُ .

أخلَعُ سِروالي،

وأفكارِي .

أستنبِتُ الفضائحَ،

في الظهيرةِ .

وأحصِدُها،

في اللّيلِ .

ثلاثونَ / آهٍ . .

المدينةُ تمتدّ من أظافِري

حتّى آخِرِ اللّصوصِ .

لا أرضُها منّي ،

لا السّماءُ .

حجرٌ يشِعُّ منَ الأرضِ ،

لا يخطِئُني .

حجرٌ من السّماءِ ،

لا .

عرَجٌ خطايَ .

أنفي أحْولُ .

أخطئُ المستشفَى ،

ولا أموتُ جيّدًا .

فآهٍ ..

ما تزالُ المدينةُ تمتدُّ مِن أصابِعي

حتّى آخرِ اللّصوصِ .

وحدي .

ولعِي بالأصنامِ ،

يأسٌ أخضرُ .

لا ألتقِي أحدًا/

كم أنا بعيدٌ !

يَبقى الجدارُ/

جدارًا لأحتميَ من الأفقِ .

البابُ/

بابًا ليدخلَ الأعداءُ ،

سَهلاً..

يثقبونَ جيبِي سُحبًا وحلوَى.

يبشّرُونني،

بسعادةٍ من الورقِ المقوَّى ..

صفاقس الغربيّة،1899

يوسف خديم الله

هواء سيء السمعة

10 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page