top of page
Search

فَرَادِيسُ الشَّهِيدِ.....إِلى روح الشّاعر الشّهيد ( الفاضل ساسي) للشاعر التونسي عبد العزيز الحاجي

Writer: asmourajaat2016asmourajaat2016

1) المَوْتُ الأَحْمَرُ :

دَمُكَ الضّائِعُ فِينَا وَرْدَةً نُذِرَتْ لِلنِّسْيَانْ..

دَمُكَ المَغْدُورُ بِهِ..

دَمُكَ الفاقِعُ وَ السَّاطِعُ..

دَمُكَ القِرْمِزِيُّ- وَ قدْ فَوَّفَ مِلْءَ شَوَارِعهمْ-

وَرْدًا وَ شَقَائِقَ نُعْمانْ..

دَمُكَ الجُلَّنَارُ ، تُرَى كَيْفَ أُسَمِّيهِ ؟!

وَلَا أَحْمَرَ هَذِي الأَيَّامَ سِوَى أَزْيَاءِ الخِفَّةِ ،

لَا أَحْمَرَ إِلّاَ تَقْلِيعَاتُ الثِّرانِ الإِسبانِيّةِ ،

لَا أَحْمرَ غَيْرُ تَمِيمَةِ حِزْبِ الدّوْلَةِ

غَيْرُ الرَّياتِ المَيَّالَةِ مَعْ أَيَّةِ رِيحٍ ،

غَيْرُ طُبُولِ النَّشِيدِ الجَوْفاءِ ،

غَيْرُ النَّاصِلِ مِنْ سَقْطِ الأَلْوانِ ،

فَأَنَّى كُدْرَتُهَا الجَهْمَةُ ، أَنَّى هِيَ

مِنْ زَهْرَةِ دَمِكَ السَّاطِعِ نَافُورَةَعِشْقٍ

فِي مُدُنِ الزَّيْفِ وَ أَزْمِنَةِ الطُّغْيَانْ ؟!

دَمُكَ الضَّالِعُ فِينَا ، وَ الطَّالِعُ زَهْرَةَ نَيْسَانْ

قُلْ لِي كَيْفَ أُسَمِّيهِ؟

وَ لَا أَلْسِنَةَ اليَوْمَ سِوَى مَا بَاتَ يُسَبِّحُ ، لَيْلَ نَهَارٍ ،

بِآلَاءِ الصَّمْتِ

وَ حَمْدِ النِّسْيَانْ...

2) فَرَادِيسُ الشَّهِيدِ :

... وَ هِيَ الأَرْضُ- كَمَا كَانَتْ-

سَتَظَلُّ تَدُورْ

وَ تُرَجِّعُ ، مِثْلَ بَنِيهَا ، أَنْفاسًا فَاغِمَةً

مَا بَيْنَ شَهِيقٍ وَ زَفِيرْ..

لَكِنَّ الأَرْضَ- وَ قَدْ ثَمِلَتْ مُنْذُ البَدْءِ بِآلَاءِ النُّورْ-

لَا تَتَنَسَّمُ إِلَّا نَفَحَاتٍ مِنْ أَرْواحِ الشُّهداءِ

تُفَوِّفُ مِلْءَ حَنَايَاهَا رَيْحَانًا وَ وُرُودًا وَزُهُورْ

هِيَ رُوحُكَ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ تَسَامَتْ نَحْوَ المَلَكُوتِ

مُباركةً يَحْدُوهَا رَفُّ مَلَائِكَةٍ غَرْثَى

فِي مِعْراجٍ دُرِّيٍّ مَعْطُورْ

فَإِذَا أَنْفاسُ الخَلْقِ بِضَوْعَتِهَا سَكْرَى

وٌ إِذَا الأَرْضُ مُوَلَّهةٌ فِي فِي ضَوْءِ جَنَاحَيْهَا النُّورَانِيَّيْنِ

مَضَتْ تُكْمِلُ دَوْرَتَهَا الجُلَّى لِتُعَلِّمَنَا كَيْفَ نَثُورْ

فِي وَجْهِ ( طُغَاةِ العَالَمِ) مَنْ عَاثُوا فِي الأَرْضِ فَسَادًا

وَخَرَابًا ، و أَقَامُوا نُصُبًا عَاتِيَةً لِلظُّلْمَةِ وَ الجُورْ

نَاسِينَ حَقِيقَةَ اَنَّ الشَّمْسَ تَشِعُّ عَلَى كُلِّ النَّاسِ

وَ أَنَّ الأرْضَ عَلى إِيقَاعِ الشَّمْسِ تَدُورْ.

3) الشَّاعِرُ الشَّهِيدُ :

شَاهِدٌ وَ شَهِيدْ...

وَ لَوَانْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيْرُ اصْبِعَيْنِ اثْنَتَيْنِ

لَكُنْتَ اجْتَرَحْتَ الشَّهادَةَ ثُمَّ اقْتَنَصْتَ مِنَ الوَقْتِ وِسْعًا

لِتَعْبُرَ لٌيْلَ القَصِيدْ..

إِنَّمَا أَنْتَ شَأْنُكَ شَأْنُ ابنِ آدَمَ فِي عِزِّ سَوْرَتِهِ

جِئْتَ تُشْرِعُ شَمْسَيْنِ ساطِعتيْنِ تَلَاثَمُ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ

مِنْهُمَا خَمْسُ أَنَامِلَ زَاهِيَةٍ

فَشَمْسٌ تُبَدِّدُ سُحْبَ الظَّلَامِ التَّلِيدْ

وَ شَمْسٌ تُفَتِّحُ بَابًا لِفَجْرٍ جَدِيدْ.

.......... من كتابي ( بيْتُ الشّهيد... بيْتُ القصيد) ينة 2017

عبد العزيز الحاجي

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page