*قصيدة الشاعرة فاطمة محمود سعدالله*
مُذْ كنتُ طفلة..
رأيتُ أمّي تخْبِزُ الأحلامَ
ترميها بخفّة..
في تنّورِ الانتظار..
أقراصاً شقْراء مستديرة..
تسْمعُ أمّي طقْطقَةَ الحُلْمِ ..وتُغنّي..
تشُمُّ فوْحَ الصبْرِ..
وتُغنّي..
و.. الأمنياتُ تنتظر..
وأنا وطفولتي وأمعاءُ دمْيتي..
نزقْزِقُ معاً..
نتابِعُ معاً..
مراحل الانصهار..
الأماني تخْبِزُها.. أمي..
تلوّنها بفرشاةِ الخجلِ والاحمرار..
وأنا.. وطفولتي..
ونظراتُ قطّتي ننتظرُ معاً..
تكوّرُ أمّي كلّ يوْمٍ..
أقراصَ الحلْم الصغيرة..
بيْن كفّيْ الصباح،،
تسوّيها بأطراف أناملِ المساء
يكبُرُ الحلمُ في عيْنيْها..
يستديرُ بين كفّيْها
يفوحُ..
تمسحُ عرقَ السنين..
يدنْدِنُ صوتُها الشجيُْ أهزوجةَ القِطافِ
أحلامُ أمّي ..فاكهةٌ تتدلّى
على أهدابِ النضجِ المتردّد..
عند عتبَةِ المواسِم..
أحلامُ أمي..
عصافيرُ مهاجرةٌ صوْبَ كلّ الاتّجاهات..
تلتقطُ أقراصَ الأمنيات..
تحلْقُ عاليا.. عاليا..
حدّ سقْفِ مطبخها..
فضاؤه البسيط مرصّعٌ بالأحجيات..
والأمنياتُ..
ترتطمُ بالمستحيل..
أناملها الرشيقةُ تواصِلُ بسْطَ الكريّات..
وأنا ..والجوعُ وقطتي..
نواصلُ الانتظار..
وأكرّرُ السؤال:
متى ينضجُ الحلْمُ..ونتذوّقُ القطاف؟؟
فاطمة محمود سعدالله
Kommentare