عودي..
عودي، أيّتها العصفورة
عصفورتي الصغيرة
أو هكذا كنتُ أظنّك،
قبل أن أرى أسراب الطيور مشرّدةً وقد أضاعت بعدكِ أعشاشها،
وأرى الرّياح الشجيّة، تتمرّغ خرساء في ترابٍ يابسٍ
بعد أن فقدت أصواتها الألف ولم يعد لحفيفها لسانٌ من أغصان أو أوراق،
قبل أن أرى الحروف الأولى من أسماء العشاق -
تلك المحفورة بالسكين عميقا- تلتئم فجأة مثل خدشٍ طفيف
وأرى الظلال التي كانت تتمطى كلّما مدّت الشمس أناملها، تأوي إلى أصدافها...
أيتها العصفورة،
عصفورتي الصغيرة
أو هكذا كنت أظنّك قبل أن ترحلي،
وتخلّفي هذه الحفرة الغائرة في الأرض والأيّام،
الآن وقد هدأت العاصفة وصرتُ أرى الأشياء بوضوح،
يمكنني أن أقول لكِ: عودي..
عودي أيّتها الشجرة.
留言