ايام الدولة التونسية في زمن الحفصيين كانت تونس تحكم من عنابة غربا إلى سرت شرقا ومن بنزرت وسردينيا شمالا الى عين صالح وعين أميناس جنوبا وتنعطف شرقا نحو منطقة البيضاء وجدابيا وكانت تسيطر على جنوب إيطاليا وجزيرتي صقلية وسردانيا وجميع الجزر الصغيرة المحيطة بهما بما فيهم مالطا.. لاحظوا ان نصف الكلمات المالطية تونسي وصقلية تحتوي مدارس الزيتونة وآثارها باقية لليوم
كان الدينار الذهبي التونسي يساوي 250 دولار أمريكي وكان الأمريكان يخطبون ود تونس كقوة عظمى في أشد الأماكن حساسية في قلب المتوسط... لأجل ذلك وغيره من الامجاد التونسية كنت انا مصطفى العيساوي اول من أطلق اسم تونس العظيمة على بلادي العزيزة الخضراء... أم البنين والشهداء
ولكي تكتمل الصورة.. ولكي نغلق هذه النافذة التاريخية التي تفوح عبقا وعطورا تونسية فإنه يكون لزاما علي ان اخبركم الوجه الثاني للحقيقة
لما دخلت الدولة التونسية الحفصية تحت حكم الأتراك العثمانيين الغزاة بقيادة القراصنة خير الدين بربروس وأخوه عروج وكان ذلك سنة 1537م بدأت تركيا في سلب ونهب جميع الثروات التونسية تحت بند إسعادة الأندلس وتم تجهيز جيش عظيم واسطول بحري يعد 200 قطعة بحرية من أكبر القطع في ذلك الزمان وكان مركزه بالجزائر وقد نظمت في وصف عظمته القصائد وتغنى بها العامة والجنود كاغاني حماسية تمهيدا لبدء الحرب على الإسبان لاستعادة قرطبة واشبيلية وبلنسية وربما جنوب فرنسا وبلاط الشهداء.. كان هذا الأسطول العظيم قادرا على تدمير الجيش الاسباني ومن حالفه من الجيوش الاوروبية.. ولكن هذا الأسطول سرعان ما ذهب شرقا وأسرع نحو تركيا لحماية الاستانة ومركز الحكم السلطاني الامبراطوري العثماني لما بدأ العثمانيون يفشلون في حرب القرم ضد روسيا البيضاء واوكرانيا ... وتبخر بذلك حلم إستعادة الأندلس من الاسبان وتبخرت معه أموال التوانسة والجزائريين .. وتحولت قلاع الإخوة الاندلسيين وقد كانت عبارة عن مخيمات لجوء.. تحولت إلى قرى تونسية وفي كافة مساحة المغرب العربي وذابت في محيطها الجغرافي الاجتماعي وصارت بعد ذلك مدنا لعلكم تعرفونها جميعا مثل زغوان وتبرسق والقلعة الكبرى والصغرى وغيرها.. وتواصلت الجباية الخانقة والضرائب الماحقة تكبل التونسيين وتغتال الاقتصاد التونسي الذي كان هو الاقتصاد الثاني في حوض المتوسط بعد فرنسا.. و تدهورت أوضاع تونس الاقتصادية والاجتماعية فانفصلت عن الدولة العثمانية فيديراليا فيما يشبه الانقلاب بقيادة الحسين بن علي سنة 1735م.. وكان ذلك اول تمرد في وجه العثمانيين واول انفصال.. فانقلبت العلاقة مع تركيا إلى حالة من الحصار الاقتصادي المدمر.. واستمرت علاقات تونس بالعثماتيين بالصيغة الفيديرالية وكانت تونس ملزمة بدفع أموال للعثمانيين بصفتهم يحمون البلاد ويمثلون مرجعية للحسينيين الأتراك ومبررا لحكمهم ويحمونهم من اي تمرد من السكان الأصليين .. واستمر التضييق على تونس فاضطرت للتداين من فرنسا ومن غيرها ولكن بالأساس من فرنسا وتكرر التداين وتفاقم حتى عجزت تونس تماما عن تلبية احتياجات البلاد وتسديد الديون... فتم احتلالها تحت اعين الأتراك وبتواطؤ منهم.. وتحول حكم الحسينيين آلى حليف للاحتلال تحت اكذوية الحماية والاستعمار الزراعي الذي سرعان ما تحول إلى احتلال شامل مدمر..
وقد انطلقت المقاومة التونسية منذ اول يوم وصل فيه الغزاة الجدد تراب البلاد.. وقد نشرت كشفا بأسماء المجاهدين والثوار وسنوات نشاطهم التي تواصلت منذ 1881 وكانوا يحاربون فرنسا والأتراك على حد السواء ومن هناك ظهرت تسمية الصبايحية حماة فرنسا والقومية قوادينها..
وكان الحسينيون أشد على التوانسة من الفرنسيين الغزاة وتم نصب المشانق والخوازيق للثوار والمجاهدين ولم يتوقف اضطهاد الأتراك والفرنسيين للتونسيين الا عندما تم طرد الحسينيين يوم 25 جويلية 1957 يوم اعلان الجمهورية وإنهاء سلطة البايات الحسينيين وإنهاء كيان المملكة التونسية بعد أشهر قليلة من تحقيق استقلال تونس.. الذي يشكك فيه الجرذان والخصيان اليوم لغاية في نفس جاكوب..
هذا هو مشهد النور ومشهد الظلمة في تاريخنا المعاصر الذي يعتم عليه الخونة والعملاء ويتجاهله الثقفوت النمطي الجاهل
وقد عشنا وشفنا من يريد إعادة سلطة الأتراك لتونس ليستمر الانحدار وتظل تونس مجرد مصدر للجباية وجمع الأموال بسبب وبدون سبب لصالح القراصنة الأتراك
رفضنا كل هذه الخطط الخيانية وحاربناها ونجحنا في كشفها ووجدنا في تونس ما يكفي من الرجال والنساء الأحرار والشرفاء القادرين على افشال هذه الخطة الخيانية الجديدة
وستظل تونس العظيمة درة وضاءة في أعلا تاج الأمم
ولن يعيش فيها من خانها من الجرذان والخصيان واشباه الرجال والرمم
وسيظل العيساوي يرسم بقلمه واحرف الشرف والمجد أجمل اللوحات في وصف أجمل البلدان واغلا ثرى.
ويشدو بوعود النصر القادم حتما عندما يعتدل الناس وتستوي الأشياء
وليخسأ الخاسؤون الخونة العملاء
نصيحة:
علموا ابناءكم تاريخ بلادكم لكي يستمر حب الوطن وعقيدة الفداء... ويستمر صنع التاريخ ويعلو البناء
مصطفى العيساوي
31 مارس 2019
Comments