top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

عنْدما يبكي القلمُ.. نص الشاعرة والأديبة التونسية فاطمة محمود سعدالله



عنْدما يبكي القلمُ..

عندنا يذْرف القلمُ حبْر الوجع،أتلمّسُ ملامحي ،ترْتجف تفاصيلي وهي ترتطمُ بأطرافِ أناملي كزيْتونةٍ عجوزٍ تخْشى احتراقَ الحياةِ في شرايينها.

تلك التي صمدتْ فيوجه الأعاصير،تخطو الآن وجلةً صوْبَ متاهةِ الاغتراب،

يتلجْلجُ النداءُ على طرفِ لسانها ووينْسابُ ابتهالا وخشوعًا.

مرافئُ الأحْلام المتشظّيةِ تجْتاحُها ريحٌ صرْصرٌ ..تبعْثِرُ المسافاتِ ..تطيرُالتفاصيلُ على أجْنحةِ السكونِ أوْهامًا مزوّنة بظلالِ الوجعِ..دامعةٌ ،هي اللحطةُ..مرْتجفةٌ ،هي الرؤى ،مقيّدةٌ ،هي الخطواتُ..خضْراءُ بلوْن الإصرار هي الأحلامُ،نابضةٌ غي زمن التوابيتِ المحنّطة..الطاعنة في الموْت ...في شوارع الرياح الواهنةِ عن الولْولةِ ، يتلُو الحُفاةُ المنغرسون في قلْبِ الجليدِ آياتِ الدفْءِ

وتعاويذَ الرحمةِ.

العيونُ المتضوّرةُ طمعًا في غفْوةٍ بيْن حنايا الشمْسِ وغنجِ الرّبيع،تتسوَّلُ عُشْبةَ حياةٍ...يذْرفُ قلمي عبراتٍ تنوءُ بعجْز السنينِ ،تسْقط من لسانه المجروحِ الحروفُ متقاطعة والكلماتُ متقطّعة تتلوّى تتهاوى كورقاتٍ مبلّلةٍ بانتظارِ سنابلِ شمسٍ يغازلها مطرٌ.

9/1/2017

ريشةٌ

أخْلعُ جسدي ،ألقيهِ بعيدا كثعبانٍ تحرّر للتوِّ منْ ثوْبِ السنينِ، أتّكئ على ظهْر غيْمةٍ عاقرٍ،تعْلو بي ..تتمدّدُ ،تلامسُ مرآةً بوجْهٍ وقفا..

أتبخّرُ ثمّ أنْهمِرُ رذاذًا تتلقّفُهُ أفْواهُ العصافيرِ وأكْمامُ الورود.

ريشةٌ تسْكُنُني،تخفُّ،تعلُو،تسْبحُ بيْن كريّاتِ الطين والملحِ،تتشكّلُ أحْواضَ كلماتٍ وأُصُصَ قصائدَ.

جرْحٌ صامتُ الوجعِ ينزُّ دمْعًا طهورًا،تتوضّأُ به الكلمات وهي تؤدّى صلاةَ الغيابِ،،،أنْمُو ريشةً..تعْلو أجْنحةُ روحي ..تسْبحُ بيْن طبقاتِ التجلّي ،تُلْقي على الأرض إكْسيرَ الفراديسِ ..تتعالى ابْتهالاتُ الأماني،تتلو آياتِ الشوق والرضا.

في المآذنِ،ترنُّ أوْتارُ الفجر،تعزفُ شجنَ الروحِ وحنين العودة تنادي : حيَّ على العشق،حيَّ على الجنون!

ترْفعُ الآذان للصلاةِ على الوجع،على الرّحيلِ،على دموعِ غيْمةٍ عذْراءَ تنشُدُ الغفْرانَ وتتوضّأُ بالنور،وتلامسُ أطرافَ الأيّامِ المتسابقةِ في مضْمارِ التلاشي،تلاحقُ زفيرَ الطين في مشْوى الأقْدام.

يركضُ الوجعُ على شفةٍ تتوقُ إلى انْبلاجةِ النورِ. إلى همْسةٍ كتمها رُكامُ السنينِ.

يتعالى صوْتُ الأماني تراتيلَ مبحوحةً في مآذنِ الغيابِ والانتظار..فلا صلاةَ على غيابٍ عنيدٍ ولا تمسُّحَ بأسْتار مغْفرةٍ ممزّقة،،لا حضورَ سوى صريرِ أبْوابِ لقاء مؤجّلٍ وطوافٍ صامتٍ موصدِ الأنفاسِ على عتباتِ البُعْد المضمّخ بصديد الوعود...

6/7/2017


17 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page