ما الذي يملكونه ولا نملكه؟
ما يوجد عندهم يا سادة هو إيمانهم الفعلي بروح التضامن، بالعطاء الحق، هو الثقة بأن الإنسان هو الأهم، ما عندهم ولا نمتلكه هو الإيمان بالإنسانية، هو التضحية دون مقابل،
الفرق بيننا وبينهم، أنهم يعملون بصمت ونحن نكثر الثرثرة ولا نعمل، هم يتطوعون ويدفعون أرواحهم للعون، ونحن نشجب ونندد ونستغل كل المنابر لكسب نسب المشاهدة،
الفرق بيننا وبينهم أنهم ينظرون إلى المدى البعيد، يستثمرون في أطفالهم بالعلم والتوجيه وحسن التربية والمعاملة، ويخلقون منهم عنصرا واعيا معطاء، أما نحن فنتاجر بالطفولة ونعلمهم التقاعس والكسب السهل ونغرس فيهم روح الأنانية والجهل واليأس والضياع.
أتعرفون لماذا؟ لأننا من فراغ لا نملك سوى ذاك الصوت وصداه المقيت الذي أردانا في قاع الجب أمواتا.
أخيرا لنعلم أن ما اكتسبوه وأضعناه هي أخلاق الإسلام السمحة التي تشدقنا بها وعملوا بها، فالأخلاق ليست دينا ولا جنسا ولا لونا الأخلاق إنسان فقط إنسان.
إن كان ريان رحمه الله قد مات في جب سقط فيه دون إرادة منه وجريرة إهمال وعدم مسؤولية دولة وربما أب وأم لم يحتضنا ابنهما كل الاحتضان فهناك الآلاف من أطفال العرب وفي كل الدول العربية دون استثناء وإن بنسب متفاوتة تموت كل يوم جراء التشرد والفقر والخطف وسرقة الأعضاء والتسول واستغلالهم من طرف أسرهم ومن طرف الأيادي القذرة بغية الثراء السريع السهل.
رحم الله ريان وبعث في الأمة من يرى بعين البصيرة فما نطلبه يتطلب الجهد من الجميع، عندما يقر كل فرد بمسؤوليته حينها فقط يمكننا الحديث على تغيير وسلم اجتماعي
نادية الأحولي
Comments