إلى جانب إبداعاته الشعرية التي جسّمت تجربة أدبية امتدت على ما يقارب الأربعة عقود وتجسّدت في مجاميع عديدة هي على التّوالي: 1- عناق 2001 2- الأرض تركض خطاها 2001 3- كلم الورد 2003 4- أفق الناي جناح القطا 2005 5- قتلى حتّى مطلع الأرض 2007 6- بيان الحديقة 2009 7- آخر المطر 2011 8- الوثبة البيضاء 2011 9- خيال الماء (قيد النّشر) فإن لعمر سبيكة نشاط سينمائي كبير وازى ذلك النشاط الشعري ورافقه على مدّ السنين. وعلاقة عمر سبيكة بالسينما وثيقة جدّا فقد انتمى إلى جامعة نوادي السينما سنة 1973 وإلى نادي السّينمائيين الهواة في بداية الثمانينات حيث نشط بكثافة خصوصا نهاية تلك العشرية وكانت النتيجة الحتمية لذلك النشاط المكثّف انطلاقهُ في رحلة إبداعية أخرى تتمثل في إخراج العديد من الأفلام السّينمائية القصيرة وكتابة عديد من السيناريوهات كتبها لغيره أو تولّى إخراجها بنفسه. وقائمة هذه الأشرطة محترمة جدّا كان أوّلها: 1- "نظرة" Regard سنة 1994 كتب سيناريو لهذا الشريط ولم يتحمّس أحد لإخراجه فتولّى ذلك بنفسه. وهذا الشريط عيار 16 مم وموضوعه يدور حول علاقة شابّة بشابّ حلمت ذات لحظات برومنسيتها وجدّيتها بينما كانت غاية الشّاب نشل حافظتها قبل أن بلوذ بالفرار. 2- "حمّام الشط أو الذاكرة الرهينة" Hammam plage ou mémoire otage 1995 عيار 16 مم تزامن إخراجه مع الذكرى للاعتداء الصهيوني على ضاحية حمّام الشط وقد تولّى علاوة على إخراجه التمثيل فيه صحبة ابنته الصّغيرة للتغلّب على عراقيل وضعت أمام إنتاجه... وبطل هذا الشريط بينما كان يطالع خبرا بالصّحف في علاقة بـﭑتفاقية السلام المتعلّقة بالقضية الفلسطينية سقطت أمامه فتاة من على درّاجة هوائية وأثناء دوران عجلتها حملته الذكريات إلى حادثة مقتل ابنته أثناء الغارة الصهيونية بينما كانت تركب درّاجتها. وقد شارك به في مهرجان السينمائيين الهواة بقليبية. 3- "لماذا تركت الحصان وحيدا؟" 2003، أنجز على محمل رقميّ. وتدور الأحداث حول مسرحية كانت ستعرض بالعراق زمن الاعتداء الأمريكي من خلال علاقة بين كاتب ومثقف تونسي وفنيّ مسرحي ويدلّ على غياب الوعي لدى المثقفين بالقضايا الرّاهنة واستفاقتهم المتأخّرة التي تجاوزتها الأحداث وهزئت من تهويماتها. 4- "عصيان" 2004 تمثيل المرحوم الطّيب الوسلاتي (محمل رقميّ) تتعلّق أحداثه بهجرة أحد الفلسطنيين من فلسطين إلى العراق ثمّ من العراق إلى أين؟ وهذا الفلسطيني شخصية روائية يشتغل عليها مؤلف روائي. بـﭑغتيال الشخصية المحورية يحصل عصيان للمؤلف الذي يحاول إحياء من خلال إرسال حبيبته إليه... وشارك هذا الشريط في مهرجان السينمائيين الهواة بقليبية. ويعتبر هذا الفيلم حسب بعض الشهادات محطّة فارقة في تاريخ انتاج الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة. 5- "بعيون دامعة" Larmes aux yeux 2005. شريط وثائقي حول التلوث البيئي في مدينة حمّام الأنف ويمثّلُ انطلاقة السينمائي عمر سبيكة في إخراج الأشرطة الوثائقية تتعلّق بواقعه المعيش ولا نستغرب انطلاقه من المحليّة المتمثلة في الاهتمام بالوضع البيئي لمسقط رأسه حمّام الأنف قبل أن يتدرّج إلى تناول مواضيع عامّة تخص البلاد بأكملها ثمّ قضايا الانسان قاطبة. 6- "حوت ياكل حوت" Poisson voraces 2007 شريط وثائقي حول الصيّادين في شاطئ حمّام الأنف وتدهور وضعيتهم الاجتماعية نتيجة لتدهور وضع الشاطئ ولوّث مدينة حمّام الأنف عموما كما يصوّر تنافس الصيّادين المستميت والاإنساني في بعض الأحيان نتيجة لشحّ الموارد البحرية وتضاؤلها. وقد شارك هذا الشريط كذلك في مهرجان السينمائيين الهواة بقليبية. 7- "خدّام" Travailleur 2006 شريط وثائقي يتعلّق بمسألة المناولة التي كانت سائدة آنذاك ويفضح هذا البورتريه استغلال هذا النوع من الشركات العمّال والكادحين والمستضعفين في الأرض والإثراء الفاحش على حساب جوعهم وعرقهم ودمائهم. 8- "مجزرة بيت حانون" Massacre de Beit Hanoun، شريط وثائقي سنة 2007 يتعلّق كما يدلّ عليه عنوانه على المجزرة التي اقترفها الصّهاينة في حقّ متساكني بلدة "بيت حانون" وقد استعرض شهادات حيّة لعديد المثقفين التونسيين ليدلّ في نهاية الأمر على تلاشي القضية الفلسطينية وتهميشها لدى طبقة المثقفين وغيرهم من مكوّنات المجتمعات العربية. 9- "الطّريق" Le chemin 2007، شريط وثائقي وهو بورتريه لمقاتل فلسطيني يعيش في تونس بعد ان استقرّ مؤقتا في بيروت والجزائر. وفي آخر الشريط يقول هذا المكافح: أصبحنا نتقاتل مع الموت يريد أن يقتلنا فنقتله. وفيه اهتمام متواصل بالقضية الفلسطينية التي يعتبرها عمر سبيكة أمّ القضايا العربية وأحقّها وأجدرها بالاهتمام والمتابعة الجديّة. 10- أحلام مستحيلة "Chute libre" 2008 ويصوّر سقوط الطبقة الوسطى في تونس آنذاك من خلال تصوير ذكي ودقيق لغلاء أسعار المواد الغذائية وارتفاعها المشطّ الذي ما هو إلا إعلان صارخ عن ذوبان الطبقة الوسطى واختفائها من البناء الاجتماعي التونسي. 11- "إلى طغاة العالم" 2009. يتزامن هذا الشّريط الوثائقي مع مائوية شاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابّي ويصوّر من خلال استجواب أدبي مع الأديب جلال المخ الطّابع الإنساني الذي يتسم به شعر أبي القاسم ويربط بذكاء صوره الشعرية المتدفقة بصور حيّة للاعتداء الغاشم على غزّة. وتذوب قصائد الشاعر الخالد في صور الواقع الرّاهن وتكتسب حياة أبديّة تظلّ نابضة على مرّ القرون. 12- "شارع الحكايات المبتورة" Avenue des histoires amputées سنة 2010 إخراج مشترك مع أنيس التونسي يصوّر معاناة شاب تونسيّ معوق يدعى رضا الصّولي تعرّض لمضايقات عديدة بسبب انتمائه إلى أحد الأحزاب المعارضة ويرسم معاناته اليومية وصعوبة حياته وإصراره على النضال بكلّ بسالة وانتصاره على الإعاقة الجسدية التي زادته ثباتا في التعرّض لممارسات الأنظمة الاستبدادية. 13- "سيلفي Selfi" سنة 2017 وهو شريط أوتوبيوغرافي لحياة الشاعر والسينمائي عمر سبيكة، يصوّر فيه تجربته الحياتية والإبداعية الشعرية والسّينمائية ومختلف محطّاته ويبرز بالخصوص العراقيل والمثبّطات التي تعرّض إليها ويصوّر معاناته اليومية الجسدية نتيجة المرض والإصرار على مواصلة الإبداع شعريّا وسينمائيا ليحقق ذاته من خلال العملية الإبداعية المزدوجة. 14- سيلفي (2) 2018 وهو مواصلة للعمل السّابق. يبدو من خلال هذا الاستعراض التزام السينمائي عمر سبيكة السياسي والاجتماعي والإبداعي والإنساني وتشبّثه بقضايا العدل والحقّ والحريّة. وقد سخّر لذلك كلّ جهوده الإبداعية شعريا وسينمائيا ودارت مختلف المواضيع التي اهتمّ بها حول حقّ الإنسان في عيش كريم وحياة يتمتع فيها بحقّه في التعبير والتفكير والاختلاف. ولم تعزله هذه النشاطات الإبداعية من إيمانه بدوره الفعّال كمثقف عضويّ يشارك في الحراك الثقافي والاجتماعي لبلاده من خلال انتمائه للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وإلى عديد الجمعيّات والنوادي الفكرية والثقافية وإصراره على هذا النشاط إلى اليوم... لقد سعى عمر سبيكة من خلال أنشطته الثقافية وقصائده الشعرية وأشرطته السينمائية إلى التبشير بحياة تسودها قيم العدل والمساواة والتزم بالإيمان بدور المثقف وواجبه في السعي إلى ذلك مهما كانت الصعوبات ومهما كان الثمن.
المبدع عمر سبيكة
Comments