علّمني سيّدي للشاعرة المتألقة نعيمة المديوني من تونس

علّمني سيّدي كيف أصوغ من أنفاسي قلائد كالنّجوم تتوقّد لهبا علّمني كيف أزرد من أشعاري مراكب تبحر في أنفاس القدر كالمجامر تنثر الدّفء تزخرف الليّالي المجنونة علّمني سيّدي كيف أغتال جراحي كيف أفتل من الصّبر حبالا تذيب أشجاني علّمني يامن أجّجت براكين أنفاسي كيف أستنشق رحيق الأماني كيف أسقي أوجاعي بدمي ودمعي تسيل كالغيمات مرحا تخصب الأرواح وتنبت الأفراح علّمني سيّدي كيف أنساك وأنسى ليالي هواك علّمني يا من سكن الوجدان كيف أجفّف المدامع في الأحداق كيف تموت أشواقي كيف يذوب هواك علّمني أنّ الحمام بلا أجنحة كسِير كليالي الفراق ................. انتفضت أشجاني جريحة تتخبّط في بستان الذّكريات تبحث عن طيف سكن روحي أحمل ذكراه أثقالا يغازل رمشي امتصّه الشّوق أذابه الوجد سألتني ذكرياتي أ تلك العيون الحالمة رسمت أشواقها على الرّمال؟ أ تلك الأماني وشّحت الأيّام بالمرجان؟ غاب صوتي بين أضلعي أطبقت على جراحي في كفّي داعبت أوتار القلوب أرنو قطاف الأحلام اهزّ جذع النخلة يرسم لوحات صاخبة كالأيّام كالأعوام ................... علّمني سيّدي كيف أمزّق الأحزان حتى لا تموت أزهاري بين يديك حتى تنمو الأشواق في البستان حتى تنبثق من رمشي الأفراح علّمني سيّدي كيف تتراقص القوافي على وقع الأوجاع كيف ينمو الحبّ في الأعماق كيف أصير قصيدة للأحلام يا من سرى هواه في أنفاسي رسمته على جيدي نجمة على الثّغر بسمة علّمني كيف أتسرّب في أنفاسك كقطرة ماء تعيد الحياة لتائه في الصّحراء علّمني أنّ اللّيالي الطّوال تغدو سواقي إذا اقتربت الأنفاس وتعانقت الأحلام

نعيمة المديوني