عِـصَامِــيُّ الـتَّكْـوِيـنِ مَـوْسُوعِــيُّ التَّـأْلِـيفِ وَ الـتَّـدْوِيـنِ *الشّاعر الأَدِيبُ التّهامِي الهاني ضيْفُ نادي الشّعر اتّحاد الكتّاب التّونسيّين
اِحتفى نادي الشّعر صبيحة يوم الجمعة المُنقضي 10 جويلية 2020 بالشّاعر الأديب ( التّهامي الهاني ) أصيل مدينة ( سيدي بوزيد ) . وَ قد تولّى تقديمه مشكورا صديقه الشّاعر ( سوف عبيد ) الذي توقّف طويلا عند تفاصيل مسيرة ضيْفنا مُبدعا وَ مُناضلا في الميدان النّقابيّ وَ الحقوقيّ ، ذلك أنَّ (التّهامي الهاني ) جمع بيْن عضويّته في اتّحاد الكتّاب وَ بين انتمائه للاتّحاد العامّ التّونسيّ للشّغل وَ الانخراط في الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان . كما لم يفت الأستاذ ( سوف عبيد ) التّذكير بدراسة ضيفنا وَ بالشهائد التي نالها وَ اشتغاله بالتّدريس في مدينته ( سيدي بوزيد ) التي لا يزال مُرابطا فيها منذ ولادته لَا يُغادرها لمهمّةٍ مّا إلّا ليعود إليها سريعا . وَ هذا ما جعل مُقدّم ضيفنا يُسجّل أنّ البروز في مجال الإبداع لا يشترط بالضّرورة الاستقرار في العاصمة أو قريبا منها في الأحواز. وَ قد عدّد سُوف عبيد كثيرا من إنجازات ضيفنا الأدبيّة وَ الفكريّة التي نحتت له اسما لامعا بين أقرانه وَ بين الأجيال اللّاحقة ، فهو الشّاعر، وهو الباحث وَ النّاقد ، وهو الكاتب الصّحفيّ ، ثمّ هو المؤسّس لأكثر من ناد أدبيّ وَ أكثر من جمعيّة ثقافيّة وَمجلّة أدبيّة ، وَ جميعُها شعّتْ مثله من مدينته ( سيدي بوزيد ) ... أمّا في مَا يخصّ ضيفنا شاعرًا فقد ذكر المُحاضر ( سوف عبيد ) أنَّ ( التّهامي الهاني ) بدأ ينشر قصائده منذ جويلية 1967 في جريدة الصّباح ، وَ أنّه كان وَ لا يزال مهجُوسا في ما يُبدعُ بالهمّ الوطنيّ وَ العربيّ وَ الإنسانيّ ، ممّا يعني ضمورالنّزعة الذّاتيّة في شعره الذي توسّل فيه ، كما قال ( سوف ) بالشّكل العموديّ مثلما توسّل قصيدة التّفعيلة وَ الأشكال التي لا تلتزم بالبحور الخارجيّة...
إثر هذه المُداخلة البانوراميّة التي ألمّت بتفاصيل رحلة ضيفنا الأدبيّة وَ التي أرادها ( سوف ) تكريميّة لصديقه أُحِيلتِ الكلمة إلى الشّاعر الأديب ( التّهامي الهاني ) فكان حريصا على تسجيل فخره بكوْنه عصاميّا بدأ شاعرا ثمّ أصبح ناثرا . وَ قد قرأ من باكورته الشّعريّة ( مناجمُ الحُزن العربيّ ) نماذج تعكس مراوحته في ما يسطر بين الأنماط الثّلاثة ( العموديّ وَ التّفعيليّ وَ المنثُور ) . وَ مع أنّه قرّظ التّجريب في الشّعر من خلال مؤلَّف له حول الحداثة وَ التّجريب في الشّعر العربيّ ، فإنّ ضيْفنا فاجأ الحاضرين بموقفه الذي انتهى إليه بعد مسيرته الطّويلة هذه وَ الذي ينتصر فيه انتصارا كُلّيَّا للعموديّ على حساب الأشكال المُستحدثة ، وهو ما أثار حفيظة المُتدخّلين في النّقاش ، فالشّاعر ( بوراوي بعرون ) تسا ء ل كيف يصدر هذا الرّأي المُصادر لحرّيّة المبدع في تخيّر أشكال إبداعه عن شاعر تقدّميّ مثل ( التّهامي الهاني ) ثمّ طلب من ضيفنا أن يُفيدنا برأيه في الشّعر التّونسيّ الذي يُكتبُ اليوم. أمّا الشّاعرة ( ثريّا خلّوط ) فقد ركّزت على أنّ عنصر الإدهاش هو الذي يُحدّد جوهر الشّعر بقطع النّظر عن الشّكل الذي يردُ فيه ، في حين بدا موقف الشّاعر ( عبد الرّزّاق بلوصيف ) قريبا من موْقف ضيْفنا إذ قال : ( أنا مع الحفاظ على الأوزان الخارجيّة في الشّعر ) ، وهو رأي لمْ يستسغْه الأديب النّاقد ( مُراد ساسي ) الذي ركّز على أنّ الشّعر مثل كلّ إبداع نهر دفّاق واعد دوْما بالتّحوّلات . وَ كانت الأديبة الأستاذة ( ريم العيساوي ) آخر المتدخّلين ففضّلت أن تُحيّيَ ضيفنا الشّاعر ( التّهامي الهاني ) لِمسيرته الإبداعيّة المُشرّفة أوّلا، وَ لكونه مثلها خرّيج ( مدرسة ترشيح المُعلّمين ) العريقة ... وَ كان مسك ختام هذه الأصبوحة مع لفتة كريمة صدرتْ عن ( جمعيّة ابن عرفة ) التي كرّم ممثّلها الشّاعر ( سوف عبيد ) ضيفنا الشّاعر ( التّهامي الهاني ) مُقدّمًا لهُ هديّة رمزيّة .
*** عـــــــــبــــــــد الـــــــــعــــــزيز الــــحـــــا جّـــــي ***
Comments