يَا هَاجِرٍي ...
أَطَابَ لَكَ الهَجْرُ؟
وبَيْنَنا نفَذَ الصبرُ
اتذْكُرُ ماضينا القَرِيبْ
كُنْتَ اختِيَّارِي
فِي هُيَامِكُ أعلَنْتٌ انْكِسَارِي
وَأسْرَرتٌ لَكَ بِخَبَايَا وَاسْرَارِي
زَرَعْتٌ فِي رِحَابكَ شَتَائِلَ الغَرامِْ
فرشتُ لَك الثَّرَى وَرْداً
أعددتُ لكَ حُلْوَ المَقَامِْ
نثرتُ العِطْرَ فِي كٌلِّ الأَمْكَِنَهْ
وأَسْرَجْتُ لِلقاَئِكَ كُلَّ الأَحْصِنَهْ ...
مَوْكِبُُ يَعْبقُ بنَسِيمِ الفَجْرِ
نَاسِكَةُُ أنًا فِي هَواكَ بيْنَ شَفْعٍ وَوَتْرِ ...
عِشْقكَ أَرِيجُ تهَجُّدٍ وَذِكْرِ
تَدَكُّرُكَ يُذْكِي مَشَاعِرِي
فَأَشْتَاقُ إِليْكَ يَا هَاجِرِي
وَحْشَتُكَ تُزَلْزِلٌ كِيَّانِي
تَفٌكُّ عُقْدَةَ لِسَانِي
فَأَنظُمُ قَرِيضَ العُشَّاقِ
يتَفاقمُ جُرْحٌ اشْتيَّاقِي
وَيَلْتَهِبُ احْتِرَاقِي
فَأَعْقدُ خَيْطَ الفُرَاقِ
يَا هَاجِري ...
أمَا انْفرَطً عِقُدُ الغيَّابْ ... ؟
أَمَا حَانَ وَقْتُ الإِيَّابِ ...؟
أَمَا انتهَتْ فصُولُ هَذَا الکتَابٍ ؟
اسْتَحْلَيْتَ النَّوَى
وَأَنَا قَلبِي غَمَرَهُ الهَوَى
بِلظَى هَجْرِكَ اكتَوَى
وَفُؤَادِي عَلىَ عرشِكَ اسْتْوَى
طَالَ الانتظَارُ ...
ذَبُلَتِْ الأزْهَارُ ...
تقدَّمَتْ بِنَا الأَعمَارُ ...
نزَعْتُ مِنْ قَلْبِي سِهَامًا
حَرَّمْتُ علَى لِسَانِي كَلامًا
وأرْسَلْتُ له رسائِلَ وَسَلَامًا
رَسَمْتُ إِسْمَكَ علَى أوْرَاقِ الشَّجًرْ
نقَشْتُهُ علَى الحَجَرْ
عَزَفْتُهُ علَىَ الْوَثَرْ
شَكَوْتُكَ للْقَمَرْ
كُنْتَ بَيْنً ضُلُوعِي لُغْزاً
بَيْنَ العُشَّاقِ كُنْتَ رَمْزاً
صَبْرا ، صبرا يَا فُؤَادِي
جَفَّ مِدَادِي
لَا تَرْكَعْ لِلْأَعَادِي
فَأَنْتَ مَوْجُُ لَا يَنْكَسِرُْ
أَنْتَ نَبْضُُ سَيَسْتَمِرُْ
ويْحَكَ يَا فُؤَادِي
أتَسْتَجْدِي العِشْقَ
مِنْ عَاشقٍ جَبَّارْ
ثَبّاً لَهُ مِنْ جَحُودٍ
صَلَّيْتُ منْ أجْله بِاللَّيْلَ والنَّهَارِ
ظننتهُ عِطْرًا ...
كَتبْتُهُ سِطْرًا ...
ظَنَنَتُهُ ظِلِّي ...
اَعْتقَدْتُهُ خِلِِّي ...
دَعهُ في جفائه يستريحْ
سَتَنتَابُهُ نَوْبَاتٌ اَلْعِشْقِ
سَيَتَذَكَّرُ دَلَالِي وَرِفْقِي
سَيَصْلىَ سَعِيرًا
سَيَنْدَمُ كَثِِيرًا
سَيَنفذُ صَبْرُهُ
سَيَجِفُّ نَهْرُهُ
ويَسْتفِيقٌ رُشْدُهُ
سَيَعُودُ مٌنْهَكَ الْمَشَاعِرِْ
سَيَبُوحُ لي بِكُلِّ السَّرَائِرِْ.
Comments