الشّاعر ( المُختار المختاري الزّاراتي ) ينزلُ ضيفا على ( نادي الشّعر )
كَان لِرُوّاد نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) ، بعد ظُهر يوم الجمعة المُنقضي ، لِقاء مع الشّاعر التّقدّمي المُناضل ( مختار المُختاري الزّاراتي ) احتفاء بِمجاميعه الشّعريّة الأربع التي رأتِ النّور بعد 14 جانفي 2011 ، وهيَ : ـ أوّلًا : فاتتْكَ أُغنيتِي ( سنة 2011 ) ـ ثانيا : سفر أيلول ( سنة 2013 ) ـ ثالثا : فصلٌ في تخريب الجحيم ( سنة 2015 ) ـ رابعا : مَخلُوقٌ من شهوات السّلالة ( سنة 2016 ) وَ قد حضر لِتقديم ضيْفنا الأستاذ الشّاعر ( جلال المخ ) الذي أعدّ ورقة للغرض توقّف فيها عند سنة ميلاد شاعرنا وَ موْطنه ( الزّارات ) بالجنوب التّونسيّ ثمّ سفره إلى العراق لإتمام دراسته وَ ما حفّ بها من مشاكل ذهابا وَ إيّابا حتّى أنّه مُنع آخر مرّة من مُغادرة التّراب التّونسيّ وَ بات مُلاحقا من قِبَلِ البوليس السّياسيّ ... ثُمّ تخلّص المُحاضر إلى تناول ظاهرة بارزة في أغلفة كتبِ الشّاعر، وهيَ تنويعه للأسماء التي يُطلقها على نفسه وَ التي يمهر بها نصوصه المُفردة داخل كتبه ، فمرّةً هو ( المختار الأحولي ) وَ مرّة هو ( المختار المُختاري ) ، وَ مرّة هو ( المُختاري الزّاراتي ) ، وَ مرّةً هو ( ابن الرّازي ) أو ( المجنون رسمي ) ... إلى غير ذلك من الأسماء الأخرى ... وقد تسا ء ل ( جلال المُخ ) في هذا الإطار عنِ المغزى من ولع ضيفنا بتنويع أسما ئه وَ تشقيقها ، فهل هو يَنشد من وراء ذلك اسما ضائعًا منه؟ وقد كانت تساؤلاته هذه مدخلا إلى بحث موضوع الجنون في شعر المُختاري ، فهل هو جنون فلسفيّ على شاكلة جنون نيتشة؟ أمْ هو جنون مَقلوبٌ يُمِيتُ فيه المادّيُّ الرّوحانيَّ في حياة شاعرنا وَ إبداعه؟ وَ لعلّه يبدو في مستوى آخر جنونا مرَضِيًّا يدّعيه ( المجنون رسميّ ) هنا ليُراوغ البوليس الذي كان يُلازمه بالمُحاصرة في حلّه وَ ترحاله... وَ قد خلص الأستاذ ( جلال المخ ) إلى أنّ كلّ ما سلف يؤكّد الظّروف القاسية التي كابدها شاعرنا المُختاري نتيجة مواقفه الرّافضة لسياسات النّظام الاستبداديّ السّابق ، لكنّها ظروف بقدر ما أرهقتْه نفسيّا وَ اجتماعيّا فإنّها أغنت تجربته الحياتيّة وَ الإبداعيّة إذ جاء نصّه الشّعريّ مُترعا بهمومه الفرديّة وَ الجماعيّة وَ الإنسانيّة مع التزام واع بقوانين الشّعريّة الآسرة كما خَبَرها المُختاري شاعرا وَ مُناضلا ... وَ إذْ أُحِيلت الكلمة إلى ضيفنا الشّاعر ( الزّاراتي ) فقد تبسّط في تفسيره لِموضوعة الجنون في شعره وَ في حياته اليوميّة مُبيّنا أنّ تلبُّسه بحالة الجنون هذه كان يَتمّ في علاقته بمُحاصرة البوليس السّياسيّ له في بادئ الأمر لكنّه سرعان ما تحوّل إلى حالةٍ إبداعيّة يَغتذي منها شعره ... ثُمّ طفِقَ يقرأ من مدوّنته الشّعريّة نصوصا مُعبّرة عمّا ذهب إليه في تعليله لموضوعة الجنون وَ كيف ارتبطتْ بتنويع الأسماء وَ تشقيقها ... وَ قد جا ء ت تدخّلات الحاضرين لاحقًا مُثنيةً على محاضرة الأستاذ ( جلال المخ ) التي نجحت في تقريب تجربة ضيفنا الشّعريّة منهم ، كما أجمعوا على أهمّيّة ما اكتشفوه في مناخات ضيفنا ( المُختاري ) الإبداعيّة حتّى أنّهم رغِبوا في سماع المزيد من قصائده ... وَ في ما يلي صورة من قائمات أسماء الحاضرين الذين يستحقّون منّي كُلَّ أسبوع أطيب التّحايا وَ أزكاها ، فَبفضلهم يَشهد نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) زخما إبداعيّا من حصّة إلى أخرى .
رابط مشاهدة شريط توثيقي للقاء
https://www.youtube.com/watch?v=qyq_AJNjCEI&feature=youtu.be
Comentários