
أعود اليك وبي تعب الأربعين وغرّة شيب كست ليل شعري وبي رهبة لا تطال وبي راحة الميّتين أعود اليك فهل تذكرين صباحاتنا الباردة… وقهوتنا والرّصيف المقفّى وأحلام أمّي وأدعية العابرين أعود اليك وبي تعب الأربعين هشيما وأضرحة وصفيحا خريفا يطوف بهذا الجسد وأقبية من ذهول أضعت أصول الكلام اذا اتّسعت رغبتي في احتضان البياض القديم وأسلمت شكّي لذاك اليقين أعود اليك وبي تعب الأربعين سميرا, وقد كنت يوما أسمّي العصافير اسمي وأزرع في الماء..عري وأستحدث الليل طهرا لصمتي نبيّ المسافات ..أمضي اليك كغوّاص بحر اذا ملّه الليل…صار الصباح تعلّمت كيف أكون بعيدا أنا أوّل المبعدين… وقد كنت درعا وبيتا ظليلا وكنت ربيعا عظيما وبنّاءة الإنتشاء وكنت اذا أفردتني الدروب ضلوعا..ومدفأة ساكنه أمدّ لقلبي بقايا البحار الّتي لاتجيء..لشطآنها وما غبت يوما…أمرّ بكثبان دوح وسرب من المتعبين وجثّة نخل طروب وغدران دمع أقاموا بها مشهدا في ارتفاع السقوف وحطّوا بها حفنة من غبار الرّغيف ودسّوا بها..جرعة من رضاب القمر أقاموا احتفالا بصمتي فألفيت صوتي هناك..كتتاتيب بغي ومئذنة للسفر وذرّوا ضلوعي الّتي طقطقت تحت جلدي على خيمة , في أقاصي الرّصيف وهمّوا بسقف الهشيم فشقّوا الأهازيج ضوءا ومدّوا على قامتي خصلة, من سواد رهيب وسدّوا المنارؤات حولي أجنحة من صفيح ودقّوا الأكفّ بجذعي وكنت وحيدا.. وقوس من النّار شدّ الى حائط شماريخ تعلو تحطّ بأحواض خمر وظلمة طين وجفّاف ماء وجرّافة الموت زقّت الى رحلة آتيه أمرّ بدار تطلّ على جدول في دمي عليها خطوط وبهو يواريه بهو وهندسة قاتمة وأطياف وجه ضئيل جذاذات اسم نشاز وحشرجة كارزام قصف بها صوتها لمّا كنّا صغارا وآثارجرح بكرتونة قدّت الامنيات تمدّ أصابعها للرياح وواصلت صمتي بتكبيرة أخرجوني الى ساحة من شراس وحطّوا على وجهها غيمة من سواد .. أمرّ بمقبرة في الأقاصي بها جثّتي والقصيد وأكفان سجّت.. من الإثم فوقي…وتحتي فيصحو من الأرض صخر ضنين ونخل غثيث.. كنيلوفر وأقراط موز وتين ويصحو من الأرض جسر رهيب عليه بساط زهوف وشلاّل ماء قباب… وأقبية من شظايا وأقفاص مدّت نعوشا وفوق النّعوش مرايا وأقنعة من عجين أعود اليك وبي ’ تعب الأربعين ………………………… جوار عليهنّ سرابيل من سندس وأكواب تسقى بماء معين صحاف من الشّهد وأعجاز نخل رياض مناكبها من خيام وحبّات توت مهيل كواعب يرقصن فوق الزرابي نهود درى…عليها بحيرات تبر وأرداف مثل الرّواسي مهاد كظهر السنام ..وأنعام ترعى ربى وفجاج مشارب فيها ينابيع خمر آرائك حول البروج وعرش رهيب وأسوار تصحو من الأرض برزخ غيم وأصغي الى همهمات نطاف وينسلّ صوت من الجسر كطوفان رعد تغيثين أنت ارتباكي وصوتي …أنا أوّل المتعبين أعود اليك وبي تعب الأربعين أعود اليك وقد حان وقت الحداد مقدّسة رحلتي في السواد مقدّسة رحلتي في السواد
سمير العبدلي
Commenti