إنْه المخلد.. صاحب المجموعة الشعرية للبيت ربْ يمحيه الذي يعتبر العمل الثامن له، الصادر سنة 2018 بعد أفراح مختلسة،1992.صبابة مختضرة 1994. صفير الوقت 1996. غميس اليمام 1997. شهقت عيني في المرآة 2016. بيت الشهيد.. بيت القصيد 2017. روحي معطرة بأنفاسي 2017 أيضا .. الشاعر المتألق عبد العزيز الحاجي، رئيس نادي الشعر باتحاد الكتاب التونسيين كان ضيفي يوم الثلاثاء 23 /02 /2021 بنادي الأدب بجمعية ابن عرفة الثقافية العريقة بالسليمانية والتي يشرف على انشطتها المتنوعة الشاعر المبدع والسخي سوف عبيد... وقبل ان اقوم بتقديم السيرة الذاتية للضيف والتقديم المادي للكتاب وصورة الغلاف اقترح علينا الاستاذ سوف عبيد ان نقرأ الفاتحة ترحما على روح الذين غادرون من الساحة الثقافية وهما الناقد صلاح الدين بوجاه والشاعر الحبيب الهمامي..
ثم أعطيت الكلمة للصديق الشاعر والناقد بوراوي بعرون وقد تألّق في تقديم قصائد المجموعة الشعرية للبيت رب يمحيه ... وقد استحسن الحاضرون من الأدباء والشعراء ومتابعي الشأن الثقافي قراءته الملمة والدقيقة إذ أتى على كل الجوانب الفنية والتقنية واللغوية والرمزية... شكلا ومضمونا بدءا بالعنوان.. الذي هو في حد ذاته عتبة ولافت للنظر... فكتابات الحاجي تزخر بالصور والدلالات.. وكل كتابة هي تجربة جديدة ومحو لما سبقها... فهو يلحث طورا عن التجديد والتجويد...
الشاعر عبد العزيز الحاجي ابن القيروان تربى ونشأ في أجواء روحانية وصوفية إذ رافق والده طفلا إلى سهرات الذكر والاولياء الصالحين وتهذبت أذنه على تلك الإيقاعات الصوفية كما تتلمذ على أيادي ادباء وأساتذة من الفطالحة مثل محمد الغزي وَوصف الوهايبي.. هذا ما مكنه ان يكون شاعرا موهوبا ومبدعا...مجددا ومبتكرا... فهو القديم في ثوب الجديد.. فالحاجي غرف من المعارف واللغة الشعر القديم ما يجعله ملما بالعديد من الثقافات إلى جانب التاريخ والتراث والاسطورة.. فهو يتفاعل مع عالمه ويتخذ من الرموز رصيده كما يقتبس من القرآن والحكم والامثال الفكرة او المفاهيم او يضمنها نصوصه.. فالشاعر تمرد على نظام التفعليلة وكتب نصوصا نثرية مختلفة منها الومضة والنصوص القصيرة او المتوسطة في اغلبها.. ونصوصه تحتفي بالايجاز والتكيف والتوجه والاندهاش.. ولما سألنا الشاعر عن سبب اعتماده لغة عربية قحة والفاظا صعبة تصعب على القارئ العادي فهمها الا بالعودة إلى القاموس... أجاب ان تلك لغته الأم ولغة القرآن التي نشأ عليها وواجبه الحفاظ عليها وإحياءها وتجميل نصوصه بعبارات تسمو بكتاباته وان الشاعر يعتبر قدوة وأسوة في الخلق والإبداع والوحي والالهام فهو حامل قضية ورسالة يكاد يشبه النبي الذي نزل عليه الوحي ليكون مبشرا بالصلاح في قومه ومرشدا وهاديا لهم.. وان الكاتب يجب أن يرتقي بلغته وما على القارئ ان يبحث ويسعى الي فهمه وان تتعود اذنه على اللغة المهذبة والجميلة فيألفها... فدور المثقف هو الحفاظ على التراث والقديم والنفخ فيه من جديد بصور إبداعية خلاقة ومحفزة... وكانت جل المداخلات والنقاش تصب في هذا الموضوع.. مؤيدة رأي الشاعر عبد العزيز الحاجي شاكرين ومثمنين إبداعاته الشعرية.. منها مداخلة الشاعر المختار المختاري، الأدبية ريم العيساوي، الإعلامي محمد بن رجب الشاعر سوف عبيد، الشاعرة والناقدة مفيدة الجلاصي ،الشاعر عبد الرزاق بالوصيف... والقائمة تطول...واختتمت الجلسة بقراءات شعرية للضيف لنماذج من نصوصه..
تحية شكر للضيف الكريم الذي امتعنا بحديثه عن مسيرته الأدبية ورحلته الإبداعية التي لم تكن سهلة... فعلى قدر الورود التي قطفها كانت الاشواك الواخزة كثيرة.. وشكر للشاعر الناقد بوراوي بعرون على قراءته العميقة والباذخة لنصوص للبيت رب يمحيه وشكري وامتنان لجمعية ابن عرفة الثقافية التي احتضنتنا برغم ظروف الحجر الصحي وجائحة الكورونا والمتمثلة في شخصها المحترم الشاعر سوف عبيد.. ولا أنسى ان اهدي باقة ورد لكل الأصدقاء الأدباء والشعراء الذين واكبوا الأمسية واثروا الجلسة بحواراتهم الأثرية..
تحيات رئيسة نادي الأدب
بجمعية ابن عرفة
سونيا عبد اللطيف
Komentar