top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

شكرا أيّها القصيد *شعر : محمد الصالح الغريسي



هذا الجسد الّذي

كان يومايحملني على كفّ الرّيح..

يسافر بي عبر المسافات..

يقهر المستحيل ،

بتّ اليوم أحمله " وهنا على وهن "

بات كلاّ عليّ ،

يجرّعني الآلام ليل نهار ...

لقد ضجّت بي الدّنيا ..

ضاقت بي السّبل ..

استحال المكان سجنا ،

و الزّمن قيدا ،

و غدت أحلامي كوابيس ،

فهربت إليك يا أيّها القصيد ...

وجدت فيك قوّتي الهاربة

و عزمي المفقود..

وجدت فيك طفولتي

الّتي ران عليها غبار الزّمن ْ

و أعباء الحياة ْ

و إعصار الألمْ

وجدت فيك شبابي المتّقد ْ

و فكري المتوهّج ْ

و قلبي النابض بالحبّ ْ ،

فسرت بين دروبك َ

و توغّلت في أدغالكَ

بحثا عن عشبة للحياة ...

يوم وجدتها

أعلنت الرّحيل ْ

كلّ الأوطان غدت لي وطنا

و كلّ النّاس أمسوا أحبّتي

خضت رحلة البحث عن الجمال ،

يدفعني المطار إلى المطار ..

و القطار إلى القطار ..

أذرع الأرض باللّيل و النّهار ..

لا أعرف الانتظار ...

أبحث عن نقطة ضوء ..

عن وردة في الصّحاري ..

عن زنبقة أهملها الموت ..

عن قبّرة لم تخطئ عشّها في البراري

لم يعد للقبح و الشّرّ

مكان في معجمي

كلّ الّذين كشّروا عن أنيابهم ..

كلّ الّذين بانت مخالبهم ..

كلّ الّذين "يأكلون التّراث أكلا لمّا " ،

أمسوا في عالمي الجديدِ

هشيما ..

غبارا من سديم ...

صرت أرثي لحالهم :

كيف يفقد الإنسان أعزّ ما لديه

آدميّته

كيف يسنّ لنفسه قوانين َ

يظلّ قانون الغاب ، أرقى منها بكثيرْ ...

شكرا لك أيّها القصيد

أنّك فتحت لي عالمك الرّحب ْ

و فسحت لي دروبك السّالكة ْ

و فرشت لي جنائنك الغنّاء ْ

شكرا لك أيّها القصيدْ .

30/04/2016

محمد الصالح الغريسي

2 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page