كان لمُرتادي ( مقهى السّبت الثّقافيّ) موْعد ، في الأسبوع الثّالث مِن نشاطنا، مع الرّوائيّ ( الشّاذلي القرواشي) الذي استضفناه للاحتفاء
به و بروايته البديعة ( ظلام منحوت) الصّادرة في المدّة الأخيرة. و قد تكفّلت بتقديمه للحاضرين ، مشكورة ، الشّاعرة الدّكتورة ( مفيدة الجلاصي) التي كانت اكثرنا اطّلاعا على مضمون هذا العمل السّرديّ البكر لصديقنا المبدع ( الشّاذلي القرواشي) بما أنّها قدّمته في مناسبات سابقة و اطر اخرى.
لذلك نستطيع ان نقول إنّنا غنمنا الكثير من ملاحظاتها و عناصر قراءتها للرواية فنّا و دلالة ، بدءا بالعنوان ( ظلام منحوت) الذي درست خاصّيّة الانزياح فيه و وقفت عند ما يُوحي به النّعت ( منحوت) من تصاد مع الفنّ التّشكيليٍ، مرورا برصدها لجملة الثّنائيّات التي انتظمت رواية ( القرواشي) هذه ، و وصولا إلى إبراز تواشجها مع الثّنائيّة الأوضح في الرّواية ( الظّلمة - النّور ) ، وهي ثُنائية نمذج الكاتب طرفيها من خلال الشّخصيّتيْن الرّئيستيْن ( رتاج ، و سارّة)... و عندما ادركت الدٍكتورة مفيدة هذا المستوى من مُقاربتها للرّواية ابانت عن قدرة ملحوظة في فهمها لدقائق هذا العمل الادبيّ و تفاصيله ممّا حفّز الحاضرين على إبداء كثير من الملاحظات التي تفاعل معها الرّوائيّ المبدع ( الشّاذلي القرواشي) بكلّ اهتمام و سخاء حيث نوّه بكتاب (ديدرو) ( رسالة إلي العميان) الذي اعتبره مُلهما له بحقّ في روايته هذه ( ظلام منحوت)....
في الجزء الثّاني من امسية ( مقهى السّبت الثّقافيّ) صدحت الاصوات بالشّعر فكنّا في هذا الأسبوع ايضا على موعد مع اكتشافات جديدة تجسّدت في مفاجاة النّاقد الدكتور ( محمّد عبد العظيم) لنا جميعا ب حضوره شاعرا و قراءته قصيدتيْن : واحدة عموديّة و أخرى قصيدة تفعيلة. كما حضرت بيننا لاوّل مرّة الاستاذة الشّاعرة ( لمياء بولعراس) مصحوبة بتلميذتيها المبدعتيْن ( سوسن بشيني) و ( نُهى العمدوني). و ثلاثتهنّ شنّفن أسماعنا بقصائد جميلة فكنّ بذلك اكتشافا مُبهجا حقّا.
أمّا باقي القراءات ( التي شاركت فيها الشّاعرة "سنيا مدّوري" للاسبوع الثّاني على التّوالي و اغناها ضيفنا الشّاعر " القرواشي" بقصيدة بديعة من جملة ما قرأ ) ، فقد تنوّعت سجلّاتها كالعادة بين فصيح و محكيّ و قصائد في اللّسان الفرنسيّ.....
.......... عبد العزيز الحاجّي..........
Comments