شارع الذّكريات للشاعرة والأديبة اللامعة التونسية نعيمة المديوني
- asmourajaat2016
- Jul 2, 2019
- 1 min read

مررت بشارع الذّكريات...أنبش في ما مضى وفات...علّ النّبش يحيي ما في القلب من زهرات ...كان لي حبيب ...أمير...يخفق الفؤاد لمرآه وتتوه الحروف بين الشّفاه اذا مرّ يوم ولم ألقاه... أناديه.. أناديها...أنمّقها...أعطّرها...حتّى تقع عنده موقعا الحنان والأمان...اذا نآ عنّي وأدبر... تنْآ ابتسامتي وتسودّ السّاعات...اذا أقبل فاتحا أحضانه...كغيث نافع عطاؤه...أركض وأحتمي بها كطفل صغير متعثّر الخطوات...يعتمد على ذراع أمّ رؤوم لا تلهيها الحياة عن حماية فلذة كبدها من الهفوات...بسمتي هو وفرحة المشتاق الى نور يتولّد من الظّلمات...حلم جميل أرضتني به الأيّام...لكن هيهات هيهات...خاب من آمن للأيّام وسلّمها حدائقه تزرعها كيفما تشاء...هجرني بعد وصل.. خرّت سعادتي وانقضّ صرخُ أحلامي...كشفت أمري للنّجوم.. للطّيور.. وللفراشات.. حبّه في القلب حياة...ذكراه تنير أركانا سادها الأسى...رحل دون موعد...ترك في القلب لوعة وأحزانا...أجول بين الدّروب والقلب عليل يبحث عن محطّة يدفن فيها العثرات ...تجوب رجلايا ثنايا المدينة صبحا مساء...لا طيف يشبه طيفك يا أبي ولا عشق يسكن قلبي كعشقي لمحيّاك...منيتي ألتقيك ولو للحظات...أقبّل رأسك...أرسم على الجبين فرحي بلقياك...أقاسمك بهجة اللقاء بعد الإشتياق...عزتّ عليّ هنا رؤيات...أملي أن لا يخيّب القادر لقاك... في جنّة الخلد مأواك...انعم حيْث أنت... يا من ضاعت بهجتي بعد فراقه وزادت غربتي يوم سحبوك من يدي وجعلوا الثّرى مرقدا لجسمك الطّاهر الريّان...ليتهم سحبوا روحي وما أفقدوني رؤياك...صبرا يا فؤادي على الأيّام تجوب خارطة الزّمان وستلقي بك في برّ الامان...أنعم بحضنك الدفء... الأمانُ بعدك أصبح ضربا من المُحال... ألف رحمة ترعاك يا روحا أنارت الظّلمات ...
نعيمة المديوني
Comments