شَطُّ الجَــــــوى {الشاعر حمادي العرابي} من تونس

لاحَتْ على شَط الهَوى سَبّاحةٌ

خِلْتُ النَّوَى في مُقلتَـيْهَا يُرْكَبُ

تَمْشِي الهُـــوَيُنى فِي مَدَانَا تَمْـــرَحُ

سَاقَتْ رِيَـــاحُ العِشْق جُرْحي تُطْبِبُ

نادَت عَلى مَن فِي فُؤادي يَسْكنُ

صَوْتًا سَلَى مِن جَوْفِـهَا لي يَقرُبُ

خَرَّت قُواهَا كَالهشيم المُحتضرْ

دَوَّى الصَّدَى فْي القَلب جُرْح يُكْتَب

يا مَن رَحَلتِ وفي فُؤادي مَسْكنٌ

فيه الهَوى والحّبُّ شَهْـدٌ، يَنْضُب

مَالت وحَادَت عن هَواهَا مَركِبـي

تَجْري بها رِيحُ الجَوى كَي تُصْلَبُ

يَا عَاشِقا لا تَلْهُ في شُطـآنِها

أمْسَتْ عِجَافا في هَوَاهـَا تَنْحِبُ

حِينَ الغُرُوبِ فأُبْتَلى فِي وَصْلها

وَالنَّبْضُ مِن ذَاك المَدَى قَد يُسْلَبُ

لَمّا رَكْبْتُ المَـوْجَ أوْغَل هَجْرُها

بَاتَت بِحَـارُ العِشْقِ عَنِّي تَغرُبُ

وَالغَدْرُ مِنْ سيماتِ مَوْجٍ هَادرٍ

لَنْ اهْجُــر الشُّطْـآن عَنّي تُحْجَبُ

-ألقَلْب فِي ليْل الهَوَى قَد يُبْتَلَى

وَالشّهْد مِنْ وَصْلٍ بِهَا قَد يُسْكَبُ

هَام الأسَى في مَسْكنٍ أحْـزَانُها

نُضْرُ الرَّوَابي بَـاتَ دَكّا يَخْرُبُ!

طاهر مشّي

¤ سُلالات التّعب ¤

مُذْ هلّت سُلالات التّعبْ،

ضاع حال البلد،

والحق بات مُسْتلبْ...

يا سِباع البرّ:

كُلِي اللّحم نيّا،

احرقي الجسد حيّا!

تلذّذي الدّم مع عسل العنبْ...

مُسيلمة الكذاب،

زاغ عن الدعاوي والخطبْ،

... عَبَدَ الكذبْ !

نذير موت هلّ،

وفي أنيابه دمْ.

النّار خلفه،

...في كل مسلك تستعرْ،

تألم منه الجمادْ،

شرّد النّوم من أجفان العبادْ،

ظاهره حُسْنًا،

...باطنه خطرْ.

باتت الأتْيَاسُ به تفتخرْ !

ظَهْر الوطن كُسِرْ،

قُمْ يا شعبي،

لاح في الأفق ضوء الأنجم،

سماء الوطن مُلِئَت شُهبًا،

اكنس من أرضك سُلالات التَّعب،

واصنع عيدا أكبر من كل الأعياد...

سوسة 22*07* 21