top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

* شَجَـرَةٌ تُضِيءُ الغَابَةَ وَ لَا تَحْجُبُهَا * الشّاعرة فضيلة الشّابّيّ ضَيْفَةُ نادي الشّعر


*** شَجَـرَةٌ تُضِيءُ الغَابَةَ

وَ لَا تَحْجُبُهَا ***

ــ الشّاعرة ( فضيلة الشّابّيّ )

ضَيْفَةُ نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين )



كانت الحصّة الخامسة وَ الثّلاثون من نشاط نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) هذا الموسم استثنائيّة بكلّ المقاييس ، فقد نزلتْ ضيفةً على روّاد النّادي بعْد ظُهر يوم الجمعة المُنقضي 21 جوان 2019 ، الشّاعرة ( فضيلة الشّابّي ) المُتهجّدة في محراب الإبداع ، على مدى نصف قرن عاشتْه زاهدة في الأضوا ء وَ الفضا ء ات العامّة إلّا ما ندر وَ في مناسبات ضنينة ... وَ قدْ تجرّد لتقديمها ثُلّة من خيرة أبنا ء النّادي يجمع بينهم ، رغم تباعد أجيالهم حبّهم للشّاعرة وَ لتجربتها الإبداعيّة المُتفرّدة ...

وَ قد كانت المُداخلة الأولى بعنوان ( رمزيّة الما ء في ديوان " لُجج قطرة النّدى " للشّاعرة " فضيلة الشّابّيّ " تناولت فيها الأديبة المُقتدرة الأستاذة ( ريم العيساوي ) بالدّرس عنصرا من عناصر الطّبيعة الأربعة في نصوص هذا الدّيوان الذي وجدتْه مُضمّخا بالما ء منذ العنوان حتّى آخر كلمة فيه . وَ قد لَفتها في هذا الإطار الحضور العدديّ وَ النّوعيّ للكلمة المحوريّة في العنوان ( قطرة ) ، وَ التي تكرّرتْ أكثر من خمس وَ ستّين ( 65 ) مرّة ، ممّا يعني أنّ هاجس الخصوبة مُستبدّ بالذّات الشّاعرة ، ناهيك أنّ القطرة ، على صغَرِ حجْمها ، تظلّ تتمدّد من نصّ إلى آخر حتّى تصير بحرا ، وهو ما يُمْكن القوْل معه ( إنّ لحظة الإبداع عند الشّاعرة " فضيلة الشّابّيّ " لجظة مائيّة قا ئمة على رؤية صفويّة تحكم اللّغة وَ طرق تصريفها في الدّيوان ... ) ٠ كما لم يفتِ المُحاضرة الأستاذة ( ريم العيساوي ) في قرا ء تها هذه المُتأنّية وَ العميقة لديوان ضيْفتنا أن تتوقّف عند ظاهرة لافتة بوسمها له من البداية حتّى النّهاية ، فجميع نصوص ( لُجج قطرة النّدى ) خَلتْ من العناوين وَ من التّرقيم ، الشّيئ الذي جعل الأستاذة ( العيساوي ) تعتبرها بمثابة النّصّ الواحد المطوّل ... وَ مع أنّ نصوص هذا الدّيوان تنتمي إلى نمط قصيدة النّثر ، فقد وجدتها المحاضرة حافلة بالإيقاع الدّاخليّ حتّى أنّ بعضها جا ء أقرب ما يكون ، في توزّع أسطره الشّعريّة ، إلى قصيدة التّفعيلة ...

إثر هذه المُداخلة المُستفيضة وَ الدّقيقة في آن أُحيلت الكلمة إلى ضيفتنا الشّاعرة ( فضيلة الشّابّيّ ) فبدتْ مُمتنّةً للجميع على حميميّة الاحتفا ء بها في هذه الأمسية ، شاكرةً اتّحاد الكتّاب التّونسيّين على هذه اللّفتة الكريمة التي خصّها بها ، مُعتبرة أنّه ( بقِيَ ، منذ تأسيسه ، الخيْمة الكُبرى التي يستظلّ بها الجميع ... ) . و ليس أكثر دلالة على ذلك من أن يُحتفى بها ، هي التي لم تنتم إليه طوال مسيرتها في الكتابة ، في واحد من الأطر التّابعة له ، أي ( نادي الشّعر ) ... وَ إذ تخلّصتْ ، بعد ذلك إلى قرا ءة نماذج من شعرها فقد حرصت على أن تكون في ذلك قريبة من الهمّ العربيّ و الإنسانيّ ، دون أن نعدم خصائص قصيدتها وَ ممميّزاتها الفنّيّة التي ظلّت تنحتها بصبر منذ تجربتها مع حركة ( غير العموديّ وَ الحرّ ) التي كانت من روّادها ...



وَ لأنّ تجربةَ ضيْفتنا أوسع من أن تُحيط بها مُداخلةٌ واحدة ، على أهمّيّة الجُهد الكبير الذي بذلتْه الأستاذة ( ريم العيساوي ) ، فقد تدخّل لاحقا كلّ من الشّعرا ء النّقّاد الثّلاثة ( بوراوي بعرون ) وَ ( المختار المختاري ) وَ ( فاخر بن سعيد ) ، إذ تناول الأوّل بالتّحليل ديوان ( خدوش عميقة في السّكون ) الذي وجده نصّا واحدا مطوّلا يندر أن يكون له مثيل عند بقيّة الشّعراء ، كما قال الأستاذ ( بوراوي ). وَ كانت عُجالتُه هذه في دقّتها وَ صرامة تمشّيها مُعتمدة المنهج السّيميائيّ كدأبه دا ئما حيْث توقّف طويلا عند عنوان الدّيوان وَ ما يفيض به على معاني المتن وَ دلالاته ... أمّا الشّاعر ( المختار المُختاري ) فقد اهتمّ بديوان الشّاعرة الممهور بعنوان ( حروب حِربا ء ) مُذكّرا بفرادة تجربة شاعرتنا منذ سطوع اسمها ضمن حركة ( غير العموديّ وَ الحرّ ) مُلتزمةً بقضايا الفنّ وَ الإنسان عامّة ، وهو ما يتجلّى بسطوع في الدّيوان المذكور ، إذ تتّسع كلّ نصوصه لأزمات الإنسان العربيّ المعاصر منذ حرب الخليج الأولى ، وَ في الوقت نفسه لا نعدم هنا أيضا انكباب الشّاعرة على تطوير أدواتها الفنّيّة بجدّيّتها وَ صرامتها المعهودتيْن ... أمّا آخر المُتدخّلين في هذه الأمسية فقد كان الأديب الأستاذ ( فاخر بن سعيد ) الذي سبق له أن نشر كتابا عن تجربة الشّاعرة ( فضيلة الشّابّي ) . وَ كان أهمّ ما قاله في كلمته الخاطفة أنّ شاعرتنا قامة مديدة في الشّعر التّونسيّ وَ العربيّ و الإنسانيّ رغم كلّ التّجاهل الذي يُمارس تجاهها ...




وَ لأنّ هذه الحصّة التي خُصّصت للشّاعرة الكبيرة ( فضيلة الشّابّيّ ) كانت استثنائيّة ، كما أشرتُ منذ البداية ، فقد حرص الحاضرون على أن يُوفوا ضيْفتنا حقّها ، فأوّل ديوان لها نشرته منذ سنة 1973 تحت عنوان ( روائح الأرض وَ الغضب ) عن ( المؤسّسة العربيّة للطّباعة وَ النّشر ) ، وهي إلى ذلك راكمت تجربة غزيرة وَ متنوّعة في الكتابة إذ جمعت بين القصّة وَ الرّواية وَ الشّعر في الفصحى وَ في اللّهجة المحكيّة التّونسيّة ، لذلك فإنّ مؤلّفاتها ناهز عددها الخمسين ... و هكذا فإنّ مُبدعتنا ( فضيلة الشّابّي ) تنهض شجرة وارفة في الشّعر التّونسيّ تَفيئ إليها غابة من أجيال الشّعرا ء المُتعاقبين دون أن تحجبهم ، بل على العكس ، هي تحنو عليهم حنوّ حوّا ء الولاّدة وَ المعطاء ، لذلك لا نستغرب أن يتدافع الحاضرون من الشّعرا ء بهدف تكريمها بالكلمة الطّيّبة في حقّها إنسانة وَ شاعرة ، وَ بالهديّة إذ أهداها الفنّان التّشكيليّ الأستاذ ( عبد اللّطيف الكوساني ) لوحة بديعة من أعماله المبتكرة في تطويع الخطّ العربيّ ، كما فاجأتْها صديقتها الأستاذة ( ريم العيساوي ) بهديّة مخصوصة مرفودة بباقة زهور تهنئةً لها بعيد ميلادها الذي سيحلّ بعد تاريخ هذه الأمسية بيوميْن ...



*** عبد العزيز الحاجّي ***

مع التحيات الخالصة للموثقة للامسية واللقاء الاخت الشاعرة والاديبة التونسية سليمى السرايري


مداخلة الاستاذ بوراوي بعرون


سياحة مختصرة للاستاذ المختار المختاري الزاراتي

وستكون جلسة الجمعة 28 جوان 2019 ضيفتها الاستاذة الشاعرة جميلة بلطي العطوي



163 views0 comments

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page