top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

سوسيولوجيا التربية كتاب " الورثة " بيار بورديو يوسف صديق


سوسيولوجيا التربية كتاب " الورثة " بيار بورديو

الطلبة / الطالبات في علاقتهم بإعادة إنتاج الإرث الثقافي

يوسف صديق

ما يهمنا من هذه القراءة، هو المحور الأول من الكتاب الخاص ببيار بورديو والذي يتميز بالنقاش النظري للمعطيات الميدانية ومحاولة تحليلها. وقد شمل البحث عدة مدن جامعية فرنسية، انطلاقا من مواضيع مرتبة على الشكل الآتي:

- الطلبة او الطالبات ومحاولات المعرفة

- الطالبات او الطلبة أمام امتحاناتهم

- السعي نحو الاندماج لدى الطلبة او الطالبات

- الهواية عند الطالبات او الطلبة

- "الطالب او الطالبة " من وجهة نظر الطلبة ، الطالبات.

إن الفكرة الجوهرية للكتاب، تتركز في اعتبار أن التعليم العالي، يعكس خريطة التمايزات الطبقية الموجودة داخل المجتمع الفرنسي، وبالتالي فالجامعة هي صورة طبق الأصل لما يعيشه "العالم الاجتماعي" من هيمنة الطبقة البورجوازية على الانتاج المادي عبر وسائل الانتاج، وهيمنتها كذلك على الانتاج الرمزي والذي تعتبر المدرسة أهم وسائله.

- من يلج الجامعة الفرنسية؟!

توضح المعطيات التي يقدمها الكتاب على شكل جداول احصائية، هيمنة أبناء الطبقات العليا على الجامعة الفرنسية، فإبن إطار عالي، مثلا، يمتلك حظوظا أوفر ب 80 مرة، من حظوظ ابن الأجير الفلاحي، لولوج الجامعة، وهي أوفر ب 40 مرة من حظوظ ابن عامل. فأبناء الشرائح الفقيرة، لا يملكون إلا حظوظا رمزية لولوج الجامعة (5% من الحظوظ). وتماشيا مع التطور الحاصل داخل المجتمع، والذي يخلق أحيانا تطورات فجائية، في مكانة بعض الشرائح والفئات، وهكذا فقد تنامت حصة بعض الشرائح المتوسطة (مستخدمين، صناع تقليديين وحرفيين، تجار...) في تسجيل أبنائها بالجامعة. حيث أصبحت تمتلك ما بين 10 إلى 15 حظا من بين 100. وبالمقابل عرفت فرص الأطر المتوسطة، تضاعفا وصل إلى 30% وكذلك الأطر العليا وأصحاب المهن الحرة (60%) تقريبا.

وهكذا، فإبن الإطار العالي، يتمثل التعليم العالي، كتوجه عادي في حياته اليومية، حيث يفرض الجو الأسروي للعائلات البورجوازية، نقاشا من هذا النوع، في حين لم ينعم ابن العامل العادي بفرصة التعرف على الجو العام للدروس الجامعية، هكذا تبقى معرفته بالطلبة كمجرد أشخاص، والجامعة بالنسبة إليه مكان للعبور وتسلق السلم الاجتماعي. ونفس التمايز يوجد على مستوى الجنسين، والذي يعكس خريطة التمايزات الاجتماعية، فإذا كانت الفتاة من أصل فقير، تمتلك 8 فرص لولوج الجامعة، فإن الذكور من نفس الطبقة، يملكون عشرة فرص. وتميل هذه التمايزات إلى الاختفاء داخل شرائح الأطر العليا والمتوسطة. وتتميز الإناث حسب إحصائيات (الورثة) بالميل أكثر نحو الشعب الأدبية، في حين يميل الذكور نحو الشعب العلمية. وحتى سن التمدرس لم يخل من قاعدة الأصل الاجتماعي، فهو يتميز بارتفاعه لدى أبناء الفئات الأكثر فقرا. إلا أن الأصل الاجتماعي بالنسبة للباحثين، يبقى هو المحدد الأساسي، والأكثر تأثيرا على رسم الخريطة الطلابية، أكثر من الجنس، السن، أو أي عامل آخر كالانتساب الديني مثلا...

- الأصل الاجتماعي وهندسة الفضاء الجامعي:

هناك ارتباط واضح، بين النجاح المدرسي (الجامعي) والارث الثقافي واللغوي الذي يملكه الطالب، واللذين يرتبطان بدورهما بالوضع الاجتماعي. إلا أن هذا لا يمنع الباحثين، من البحث عن العلاقات التي تربط مستويات أخرى، وهكذا يستنتج الباحثان، وجود علاقة بين فرص الانتماء السياسي أو النقابي، التي تتضاعف مع ارتفاع السن، وامتلاك الطالب لسكن مستقل، وولوجه لعمل خارج إطار الدراسة. ولا يخلو الوسط الطلابي من استراتيجيات يخضع لها الطلبة، فالطالب الذي قضى وقتا أكثر داخل هذا الوسط، يمكن أن يحيل إلى ميزة الطالب السرمدي أو الخالد، كما يمكن أن يعني في نفس الوقت، عجزا اجتماعيا.

إن أكبر معبر عن الهيمنة الطبقية التي تمارسها البورجوازية على الجامعة الفرنسية، هي حقل الممارسات الثقافية، التي ترسم لنا واقع التمايز في الأذواق والأفكار والمعطيات على حد سواء. ويلاحظ الباحثان، كون الطلبة من أصل فقير يتساوون في ثقافتهم حول المسرح الكلاسيكي مع أبناء الأطر العليا، ويرجع ذلك بالأساس إلى كونه يدخل في إطار المقرر الدراسي للتعليم الأساسي والثانوي. إلا أن هذا التساوي لا يعني نفس الشيء في القدرات أو الفعالية أو القيمة بالنسبة إليهم. فهذا النوع من المسرح إن كان يمثل بالنسبة للبعض، رغبة في الاطلاع والمعرفة كهواية بالأساس، فإنه يمثل بالنسبة للبعض الآخر فرضا مدرسيا، يتم من خلاله معرفة ثقافة تدين بشكل كبير لنفس أصولهم العائلية.

أما بالنسبة للمطالعة فيتضح أن الطلبة أبناء الطبقات العليا، تسعفهم مطالعاتهم خارج إطار المقرر الدراسي، في خلق مكانة هامة ومحترمة، إضافة إلى كون التعبير عن الذات، بالنسبة لهذه الشريحة، يتميز بالشجاعة في إبداء الرأي، خاصة في الامتحانات الشفوية. من هنا يستخلص الباحثان وجود تمايزات في قابلية كل طالب لاكتساب المعرفة. وهي تعود بالأساس إلى الجذور الاجتماعية التي ينتمون إليها، مما يجعلهم لا يتساوون إلا شكليا في اكتساب ثقافة عالمة أو "ثقافة المدرسة"، من تم تجلي التوزيع اللاديمقراطي الذي تمارسه المدرسة... فرغم وجود عراقيل مادية، قد تحجز الطالب عن القيام بمطالعات حرة، فهي لا تمثل كل شيء، اعتبارا أن هناك عامل أساسي محدد، هو عامل الإرث الثقافي، الذي ينسجم مع الارث الاجتماعي. "إن أبناء فئات محددة هم الذين يتمكنون من نسج علاقة متينة مع السوق الثقافية والإنتاج الثقافي، وذلك بيسر كبير، حتى دون أن يكونوا يقصدون ذلك: فهم وبحكم العادات والسلوكيات التي تنضبط لها عائلاتهم، يجدون أنفسهم ومنذ نعومة أظافرهم يزورون المتاحف وينصتون للموسيقى الراقية بمختلف ألوانها، ويقرأون ما طاب لهم من الكتب مستفيدين من مكتبة العائلة المتوارثة في أغلب الأحيان."[3]

- الطالب وحياة الطلبة:

يمتلك الطالب، من خلال ما قدمه الباحثان، تمثلا اتجاه الجامعة والحياة الطلابية داخلها وهذه التمثلات بدورها تخضع للتوزيع الاجتماعي السائد داخل المجتمع. إن "الطالب" كما يتمثله الطلبة الفرنسيون في بداية الستينيات، هو الحرية المطلقة، التي لا تخضع حياتهم الجامعية بواسطتها، لوقت صارم للعمل أو هامش محدد سلفا لممارسة الهوايات! فالشباب الجامعي حسب أغلب الآراء المعبر عنها، ليس كجميع الناس، إنه يذهب إلى السينما وقتما شاء، بل وليس "الأحد" بالضرورة، لأنه يوم الموظفين المعتاد لولوج السينما أو المراهقين. هكذا تصبح مجموعة من التقابلات بالنسبة إليه تحمل دلالات مختلفة: الليل ¹ النهار، الأسبوع ¹ نهاية الأسبوع (Week end).. إن هذا القوس الذي تفتحه الحياة الطلابية، "للطلبة"، يجعلهم في مواجهة مؤقتة مع وتيرة الحياة العائلية أو المهنية. ورغم ابتعاد الحياة الطلابية عن بعض العادات الاجتماعية، بشكل مباشر، اعتبارا من كونها تمتلك بعض سمات المؤسسة، فإن الوسط الطلابي رغم ذلك، يظهر أقل اندماجا من ذي قبل. هكذا تنخر التمايزات هذا المجال، عبر اختلافات من قبيل أدبي ¹ علمي، ثم الانتماء المشترك لنفس الكلية، الفوج الذي ينتمي إليه الطالب، ونسبة القدم بالكلية... وكلها تخلق مشروعيات متعددة تعزل كل مجموعة في فضائها الخاص. وهذا ما ينتج عنه، ضعف احتمالات تعارف طلبة من شعب وتخصصات مختلفة (خاصة في باريس). ويلاحظ الباحثان أن دوافع التعارف بين الطلبة، تبقى محصورة بين علاقة مدرسية قديمة، أو علاقة اجتماعية خارجية، كالأصل الجغرافي المشترك، الانتماء الديني أو السياسي، وعلى الأخص الانتماء المشترك للطبقات الاجتماعية الميسورة، داخل هذه الأخيرة ترفع معدلات التعارف. يترتب عن ضعف الاندماج هذا، ضعف على مستوى تناقل المعلومات التقنية والمعرفية عموما. وهكذا، وانطلاقا من بحث أقيم بمدينة "ليل" الفرنسية، يلاحظ الباحثان أن ثلاث أرباع (4/3) الطلبة الذين يلجون المكتبة، توجههم آراء أساتذتهم إلى كتب معينة، أكثر من آراء رفاقهم نفس الشيء يقال عن التخصص الذي يختاره الطالب... كل ما سبق يجعل الباحثان يشكان في كون الطلبة يشكون شريحة اجتماعية متجانسة، مستقلة ومندمجة. "فالوسط الطلابي إذن، وسط متنافر، ويجب البحث عن أصل هذا التنافر في الأصول الطبقية للطلبة"[4].

من هنا يشدد الباحثان على كون سوسيولوجيا شريحة معينة، لا قاسم مشترك لأفرادها، غير ممارستهم الجامعية التي تتمايز بدورها بألف طريقة انطلاقا من تمايز الأصول الاجتماعية، هذه السوسيولوجيا لا يمكن إلا أن تكون حالة خاصة من سوسيولوجيا اللاتكافؤالمدرسي والثقافي (وهنا يجب تحديد تلك الخصوصية). وهذه النظرة هي التي تؤسس عموما، لمجمل النسق الذي يدافع عنه بورديو، انطلاقا من دراساته المتعددة للحقل الثقافي. إن التمايزات التي تعتري الجسد الطلابي، سواء من حيث شروط العيش، أو حظوظ النجاح، لاتمنع من الاشتراك، على الأقل، في إرادة التحقيق، وذلك بشكل جماعي أكثر منه فردي. فالوقود التاريخي للطالب يتشكل انطلاقا من تحقيقه لهويته الفردية، التي تبعده عن البحث عن نموذج معين، دون أن يسقط في الابتذال والعبثية في حياته اليومية.

يتوقف الباحثان، لينبهانا، إلى نقطة منهجية هامة، وهي كون الباحث، لا يجب أن ينساق مباشرة مع الصورة التي يحاول الطالب رسمها لنفسه، من حيث أن كل طالب يحاول أن يقدم النموذج الحقيقي، ويحاول بالتالي أن يكون محط اختيار الغير أو ناطقا رسميا للفئة الطلابية "Porte-Parole". وفي هذا الإطار تندرج كل الأشكال الرمزية التعبيرية (لباس، مظهر عام...). يسرد الباحثان مجموعة من مميزات الطلبة والتي قد تنفلت أحيانا من المحدد الأساسي للسلوك الطلابي، أو تتعالى عليه. ومن ضمن هذه المميزات، أن الطلبة في الغالب، يحاولون تفادي الإشارة إلى أصولهم الاجتماعية أو إلى عاداتهم وسلوكهم المرتبط بتلك الأصول، باعتبارهم يحاولون التميز بالعلاقة الثقافية التي تربطهم بالطبقة المثقفة، التي يحاولون إعادة إنتاج آلياتها، في إطار ما تسمح لهم به، شروط الحياة الطلابية. ومن المميزات كذلك، كون الطلبة يحاولون باستمرار، خلق قطيعة مع المرحلة الثانوية، وذلك بانخراطهم في نادي سينمائي، أو اقتناء أشرطة وأجهزة سمعية، تزيين الغرفة بالصور المفضلة، ثم محاولة اكتشاف بعض الأشكال والرموز الأدبية والسينمائية.

بتواجده داخل إطار ثقافي-فكري، يتأثر الطالب بشخصية أستاذه، من حيث كون هذا الأخير يوجه إليه قيما جديدة، وترتفع نسبة التأثير بارتفاع نسبة تجرؤ الأستاذ على بعض المناهج التربوية العتيقة أو بارتفاع مستوى ثقافته العامة. إن الأستاذ من هذا النوع هو النموذج الذي يرسمه الطالب لتحقيقه مستقبلا.

يستخلص الباحثان أن الاندماج لا يخلقه الفضاء المجرد، بل يخلقه الاستعمال المنظم والمنتظم داخل زمن محدد، لهذا الفضاء.

يتساءل الباحثان عن أسباب المد اليساري الكبير داخل الجامعة الفرنسية (خاصة باريس)، رغم أنها تحتوي على نسبة هامة من أبناء الطبقة البورجوازية، ويردان ذلك إلى كون الطلبة يحاولون دائما أن يظهروا بمظهر الاستقلال السياسي اتجاه أسرهم. فالتعبير عن رفض السلطة الأبوية يعبر عنها بالاختيار المضاد لاختيار الأبوين السياسي أو الإيديولوجي عامة. إن لعبة الاندماج التي يمارسها الطلبة فيما بينهم، لا يجب أن تخدع الباحث لكونها موجهة بالأساس (عن طريق المبادلات الرمزية بينهم) إلى خلق صورة مندمجة للطلبة، علما بأن تلك العملية في مجملها لها هدف واحد وهو تقوية ذلك الاندماج نفسه.

اعتبارا من الباحثين، أن المحدد الرئيسي للممارسة الطلابية، إذن، هو الأصل الاجتماعي، وأن الطلبة المنتمون إلى عائلات بورجوازية هم الأغلبية، وأن القيم التي استقوها من أصولهم تستمر في الفرض عليهم وبواسطتهم على باقي الطلبة، فإن الوسط الطلابي مدين إذن، وبشكل موضوعي في جل مواصفاته، إلى الجماعة المهيمنة عدديا وموضوعيا داخل الجامعة. ولا يعني ذلك أبدا، أن محدودية عدد أبناء الطبقة البورجوازية داخل الجامعة، ينفي القيم والممارسات التي رسخوها داخل هذا الوسط، حتى مع الشرائح التي جدت على الساحة الجامعية.

الطالب وجدية الحياة الطلابية!

إن التعامل مع التجربة الطلابية وتمثلها، يخضعان بدورهما لمعيار الأصل الاجتماعي، على اعتبار أن للجامعة عالم متعدد التمظهرات، فهي إن كانت بالنسبة للبعض مكانا لتسلق السلم الاجتماعي عبر ولوج وظيفة مباشرة بعد الحقبة الطلابية، فإنها لا تعدو أن تكون، بالنسبة للبعض الآخر، مكانا لاكتساب التجربة أو الانفصال عن الجو الأسروي "الروتيني". فالطالب البورجوازي يرى في المرحلة الجامعية مسارا تجريبيا لا يجب تلغيمه "بالمشاكل الجدية" التي تميز "عالم الكبار"! في حين يهيمن الخوف والقلق المستمر من المستقبل القريب، على تمثل أبناء الطبقات الدنيا للحياة الطلابية. ويرجع ذلك في نظر الباحثان إلى كون الأصل الاجتماعي الفقير، لا يوفر للطالب امكانية التفكير الواقعي والعقلاني اتجاه مستقبله وبالتالي اتجاه مرحلته وحياته الطلابية.

إن الطالب ذو الأصل الاجتماعي الفقير، يجد في الجامعة مكانا لتسلق السلم الاجتماعي أكثر مما هي مكان لتعميق التجربة الشخصية أو تطوير المدارك الفردية. هكذا فالمنطق والعقلانية التي يجب أن يحكما الحياة الطلابية، في نظره، هو أن تسخر وقتك الراهن لمتطلبات الحياة الوظيفية مستقبلا، وأن تضع كل القدرات العقلية لتحقيق هذا الهدف بشكل متقن وفي أقل وقت ممكن.

خلاصات ونتائج:

يستخلص الباحثان مما سبق أن تجاهل التمايزات الاجتماعية، دفع البعض إلى تفسير الفروقات، خاصة النجاح المدرسي، باعتبارها تمايزات طبيعية أو اختلافات في المواهب الفردية. من هنا، وجدت الطبقات، المتمتعة بامتيازات من هذا القبيل، في هذه الايديولوجيا التي يمكن تسميتها كاريزمية (مادامت تحلل بالعطاء والموهبة)، خطابا لشرعنة تلك الامتيازات الثقافية، التي تحولت من إرث اجتماعي إلى "مواهب فردية" أو "مقابل لمجهود شخصي مضني"! من هنا يدعو الباحثان، إلى نهج طابع ديمقراطي في التعليم (المدرسة) وذلك بضم كل الشرائح الاجتماعية، خاصة التي لم تستفد من إرث اجتماعي وبالتالي ثقافي يذكر.

وهذه المعطيات الواردة في "الورثة"، استدعت تحليلا نظريا معمقا، صدر في كتاب ثان سمي ب "إعادة الإنتاج" La Reproduction والذي طور فيه الباحثان ما سمي ب نظرية "العنف الرمزي"، حيث تعيد المدرسة إنتاج، وبشكل تعسفي الهيمنة الطبقية لشريحة اجتماعية، بتخويل هذه الأخيرة، احتكارا رمزيا بعد أن كان ماديا، للعالم الاجتماعي، وتهميش أبناء الطبقة الفلاحية والعمالية رمزيا بعد أن همشت ماديا (=اجتماعيا). وهكذا يغيب البعد الإنساني الديمقراطي الذي يجب على المدرسة أن تلعبه، بولوجها عالم الصراع، وشرعنتها للطرف الأقوى في حلبة ذلك الصراع!

- حدود "الورثة" ومحدودية الإرث الاجتماعي:

أصبح كتاب "الورثة" منذ صدوره 1964، محط نقاش عريض داخل فرنسا وخارجها، سواء في إطار سوسيولوجيا الشباب أو في إطار سوسيولوجيا التربية. فهو من حيث مناقشته وتحليله للممارسات والمواقف الطلابية الناتجة عن أصولهم الاجتماعية، فإنه يقدم نقدا، ضمنيا أحيانا، ومباشرا أحيانا أخرى، للمناهج التعليمية والبيداغوجية التي طبعت فرنسا.

ورغم كون هذا الكتاب عبارة عن معطيات وإحصائيات طبعت الجامعة الفرنسية، فإنه لا يكتمل إلا مع كتاب "إعادة الإنتاج" 1970، والذي عمق النقاش حول الاشكالات المطروحة في "الورثة"، واستطاع بذلك التأسيس لنظرية "العنف الرمزي".

إلا أن انطلاق "الورثة" من محدد أساسي (الأصل الاجتماعي) لفهم النظام التعليمي ككل، جعله يسقط أحيانا في نزعة قسرية، تذكرنا ببعض الكتابات المؤسسة للسوسيولوجيا، كما هو حال أوغست كونت.

لقد تعرض كتاب "الورثة"، خاصة في الأوساط الفرنسية، لانتقادات واسعة، وخاصة من طرف السوسيولوجيين الذين اهتموا بمجال الشباب أو مجال التربية عموما. وكان من أهم تلك الانتقادات، انتقاد السوسيولوجي اوليفي كالون، لمجمل النسق البورديوي (=بورديو)، واعتبر كالون أن التصور الذي يقدمه بورديو، يندرج ضمن السوسيولوجيا "الموضوعاتية" (Objectiviste) إلى جانب ميشيل بيالو M. Pialloux. واللذين يحاولا أن يوضحا أن "المعيش" يتم انتاجه من خلال شروط موضوعية محددة. من هنا ظلت مسألة التمايزات الطبقية مهيمنة على التحديدات التي يقدمها رواد هذه النزعة، حول الشباب إلى حدود الثمانينيات، حيث فتح نقاش عريض بفرنسا حول هذه المسألة، خاصة في أعداد مجلة "شباب ومجتمعات".[5]

وبعد تقديمه لوجهة نظر "الورثة"، يقدم كالون نقدا هاما لهذا الأخير، في كتابه "الشباب"، متسائلا على الشكل الآتي: إذا كان بورديو وباسرون قد حاولا تحديد وتفسير الوسط الطلابي، انطلاقا من محدد الأصل الاجتماعي، فما الذي جعل، إذن، الشريحة الطلابية البورجوازية (وهي الغالبية)، التي أمنت مستقبلها، والتي لم تول اهتماما بالغا ب "الهوية الطلابية"، تثور وتحاول قلب الجامعة والمجتمع الفرنسي ككل، سنة 1968؟ يقدم كالون نفسه، إجابة على هذا السؤال، واضعا بذلك "الورثة" أمام حدوده الزمنية، حيث يدرج إحصائيات توضح أن الجامعة التي تحدث عنها بورديو وزميله، قد ولت في أواسط الستينيات، وفي هذا الإطار أوضح رايمون بودون، أن الانسجام الذي كان قائما بين الجامعة والنظام الاجتماعي، قد تحطم بواسطة تضاعف عدد الطلبة وبواسطة التغير السريع الذي طرأ على المكون الاجتماعي للجامعة. ويشير كالون إلى أن نسبة زيادة الطلبة في عشر سنوات أي ما بعد 1950، تقدر ب 120%، ونسبة زيادتهم في ثلاث سنوات (1961-1965) تقدر ب 50%. وهذا ما يفسر أن تلك الغالبية البورجوازية في المجال الطلابي، قد خضعت لتغيرات، هي نفسها تقريبا التغيرات الحاصلة في المجتمع الفرنسي ككل.[6]

وإذا كان كالون يتفق مع بورديو وباسرون في كون شريحة الطلبة والشباب عموما، لا يشكلان طبقة منسجمة، إلا أنه لا يفسر ذلك انطلاقا من محدد الأصل الاجتماعي كما فعل "الورثة". فهناك، حسب كالون، ثلاث متغيرات أساسية تتحكم في عدم الانسجام الحاصل لدى الشباب، في مواقفهم الايديولوجية والسياسية وهي: العمر، الجنس والأصل الاجتماعي، ثم وضعية الفرد اتجاه سوق الشغل.[7] وانطلاقا من البحث الذي قام به، استخلص أن تأثير الأصل الاجتماعي في ارتباطه مع الجنس، يبقى ضعيفا، على المواقف الاديولوجية لدى الشباب.[8]

من زاويته، يرى فرانسوا ديبي (F. Dubet)، أن الطلبة لا يتحددون فقط بأصلهم الاجتماعي كما ورد في "الورثة"، ولا حتى بما تخوله الجامعة بالنسبة إليهم من فرص الشغل، ولكنهم يتحددون انطلاقا من العلاقة التي يشكلونها مع دراستهم، وداخل هذه الأخيرة يجب تحديد أسس الهوية الطلابية ومسار تجربة الطالب داخل الجامعة.

إن هذا الطرح "البنيوي" الذي يقدمه فرانسوا ديبي، يؤسس الحياة الطلابية على ثلاث ميكانيزمات رئيسية وهي: الاندماج الطلابي، الموهبة الفردية للطالب، ثم المشروع الذي يطمح الطالب إلى تحقيقه[9].إن النموذج المثالي الذي يقدمه "الورثة" والذي بدأ يهتز مع بداية الستينات نفسها، يوضح لنا مقدار الاختلافات التي أصبحت تسم الصورة العامة للحياة الطلابية، والتي أصبح بفضلها الارث الاجتماعي (=الثقافي) مجرد وجه من أوجه عديدة تسم التجربة الطلابية اليوم. ونفس الخلاصة يصل إليها كالون حول الشباب، حيث يرى أن تمركز هذا الأخير، في وسط تعليمي (المدرسة عموما)، لا يمكن أن ينتج إلا ممارسات وأذواق خاصة بهذا الوسط.[10]. هكذا يستنتج جورج فيلوزي G. Felouzis، أن المطالعة مثلا، لدى الطلبة، لا تنبني على طبيعة أصولهم الاجتماعية ولا على إرثهم الثقافي، بقدر ما ترجع بالأساس إلى مسألة ذوق أولا وقبل كل شيء، الذي يتأسس بدوره في إطار الدراسة وبموازاة معها.[11] ولا يعني القول السابق، نفي فيلوزي لتأثير الأصل الاجتماعي على تشكيل صورة الحياة الطلابية، غير أنه يحاول أن يقدم دراسة شمولية لهذه الأخيرة، من حيث أن تمثل الواقع لا يرتبط في كل الأحوال، موضوعيا و"سببيا" بالأصل الاجتماعي، خاصة لدى شريحة الطلبة. وباستثناء الرأي الأخير الذي دافع عنه فيلوزي، فإن بعض الانتقادات الواردة فيما سلف، حاولت أن تقدم لنا الحياة الطلابية كحياة مستقلة عن العالم الاجتماعي، وفي هذا الصدد ترى الباحثة رحمة بورقية أنه داخل مجال الجامعة، فإن الطلبة يوظفون الاستراتيجيات التي يوفرها النسق الاجتماعي،[12] إن الطلبة بهذا التحديد، بنية منفتحة على العالم الاجتماعي.

بدورهما يقدم، لنا كل من لابييروني ولوي ماري في كتابهما الجاد حول الطلبة[13]، تصورا متكاملا للوضع الحالي للحياة الطلابية، خاصة داخل فرنسا، وينبني تصورهما على نقد الأطروحة التي قدمها بورديو وباسرون في "الورثة". وإن كان كتاب لابيروني يصنف أكثر ضمن الكتابات الصحفية، إلا أنه يمتلك بعدا تحليليا مهما للحياة اليومية للطلبة.

ويرى هذان الباحثان، أن الجامعة التي كانت تخلق عالما للطالب يحس فيه بأنه محمي تطبعه في ذلك علاقة حميمية مع الفئة المثقفة، قد ولت، وأصبح الطلبة اليوم، يتميزون بطموحاتهم نحو ضمان المستقبل وتحقيق الذات، أكثر من أي عامل آخر.

إن الباحث في الوضع الطلابي اليوم، سيلاحظ بجلاء، التقدم الهائل الذي وصلت إليه، سوسيولوجيا الشرائح الاجتماعية، وهذا ما تعبر عنه البحوث التي أجريت على فئة الطلبة، ومن يقرأ بتمعن كتاب لابيروني ولوي ماري، سيسجل التغير الحاصل في الحياة الطلابية بالمقارنة مع زمنية "الورثة"، نفس الشيء يقال عن كتاب آخر، وإن اختلفت شروطه المجالية، عن سابقه، وهو الكتاب الذي أنجزه سوسيولوجيون مغاربة في الآونة الأخيرة حول الطلبة المغاربة.[14] فالكتابان معا، يحللان من منظور مشترك البانوراما الطلابية سواء داخل فرنسا أو المغرب. إن مقاربة الكتابين لا تعني بالضرورة التطابق بين مستويات وطرق التحليل. هكذا يرى لابيروني وزميله أن بقدر ما يتقدم الطالب في مساره الدراسي، بقدر ما يطور صورة خاصة عن نفسه[15] مقدما بذلك نقدا "للورثة"، باعتبار هذا الأخير تحدث عن "الجامعة التقليدية"، حيث كان مستقبل الطالب، يبتعد عن حاضره، وهذا ما يجعله يخلق عالمه الخاص، في انعزال عن آليات المجتمع العام. لقد انقلبت صورة الطالب تماما، عما ذكره بورديو وباسرون، فالطالب، أصبح يعقلن حياته داخل الجامعة، هكذا أصبح يهتم أكثر بالحياة الخاصة والتي غالبا ما تتأطر خارج الجامعة، بدءا بتنمية المدارك الشخصية، وصولا إلى محاولة الاحتكاك بعالم الوظيفية، وهذا ما يعتمد عليه الباحثان في استنتاجهما أن الثقافة الفرعية التي كان الطلبة يخلقونها في الوسط الجامعي، قد اندثرت عن كاملها.[16]

- هذه المسألة في المغرب!*

طرح كتاب "الورثة" على السوسيولوجيين المهتمين بالحقل التربوي أو الطلابي على حد سواء، مهمة توضيح الخصوصيات التي تشوب هذين الحقلين، في بلدانهم. وهكذا فرض "الورثة" بشكل مباشر أو غير مباشر منذ 1964، على هؤلاء الباحثين مناقشة الوضع الطلابي وعلاقته بالنسق الاجتماعي ككل. وحتى لايظهر تقديم "الورثة" مجرد تحصيل حاصل أو بحث في أمور لا تعنينا، فإننا على ضوء النقاشات التي أثارها الكتاب، سنتطرق إلى الاجابات التي قدمها بعض السوسيولوجيين المغاربة[17] التي تهم الوسط الطلابي المغربي، وعلاقته بنسق القيم المجتمعي، وبالتالي التغيرات التي تعتري هذا الوسط باعتباره وسطا ديناميا... وفي إطار البحث الذي أقيم حول عينة 500 طالب من جامعة محمد الخامس، يستنتج ادريس بنسعيد أن أغلبية الطلبة لا يتمتعون بإرث ثقافي يمكن الطالب من تحديد مساره الدراسي خلال سنوات الجامعة، وينتج ذلك في نظر بنسعيد عن غياب أية استراتيجية تربوية للأسرة المغربية في رسم مسار ابنها الدراسي.[18]

وإذا كان "الورثة" يشير إلى الاقصاء الاجتماعي الممارس داخل المدرسة، ضد الفئات المحرومة، فإن بنسعيد يشير إلى ظاهرة الاقصاء الدراسي والتربوي السائد في النظام التعليمي المغربي، مضافا إلى الاقصاء الاجتماعي ومعبرا عنه أحيانا، حيث أن "ولوج التعليم العالي يبقى امتيازا كبيرا، لقلة من الشباب المغربي الذي نجح بطريقة أو بأخرى في تجاوز العراقيل التي يضعها النظام التربوي"[19]، إلى حدود أن الطالب الذي أفلت من مخالب الاقصاء المدرسي والجامعي وحصل بالتالي على الاجازة، فإنه يعتبر نموذجا أو "نمطا مثاليا" إذا ما كان ينتمي إلى وسط اجتماعي متواضع!

لم تستطع المؤسسة الجامعية بالمغرب، أن تفرض شروط عيش طلابية أو عالما طلابيا بهذا التحديد، باعتبار أن الطالب لا يتمكن من مزاولة أنشطة فنية أو رياضية تدفعه إلى الاحساس بالانتماء إلى شريحة الطلبة، وهذا ناتج حسب الباحث نفسه، إلى افتقاد الجامعة المغربية إلى بنيات تحتية خاصة بها. وهكذا فإنها (الجامعة) لم تنجح في انتاج ثقافة وقيم خاصة بها، يمكنها أن تجعل الممارسة الطلابية منسجمة، على الرغم من كون الفضاء الجامعي، يفرض على الطلبة، تقاسم نفس شروط العيش تميزهم عن باقي الشباب من نفس العمر،[20] وهذه المسألة تثير نقاشا واسعا، من حيث ما يقصده الباحث بمفهوم "الثقافة"، خاصة إذا علمنا المسار التاريخي الذي قطعه الوسط الطلابي المغربي، والذي وإن لم يكن ينتج ثقافة بالمعنى الأكاديمي للكلمة، فإنه أنتج ولازال اديولوجيات أثرت بشكل كبير على الحقل السياسي المغربي، وهذا ما جعل البعض ينعث الوسط الطلابي في فترة السبعينات والثمانينات، ببرلمان الظل للأحزاب المعارضة. إن هذه الديناميكية التي وسمت الحقل الطلابي، هي التي جعلت الباحثة رحمة بورقية تتحدث عن انتاج مرحلة جديدة يسميها الأمريكيون "المرحلة الطلابية" « The studentry phase »، كمرحلة انتقالية بين المراهقة وسن البلوغ.[21] إلا أن ذلك لا يعني بتاتا كون الطلبة استطاعوا خلق نمط عيش طلابي أو عالم طلابي، باعتبارهم لم يعودوا ينتجون ثقافة فرعية على حد تعبير لابيروني ولوي ماري، إضافة إلى كون الحديث عن "مرحلة طلابية" يدفع إلى إهمال نقطة جوهرية وهي أن الطلبة يشكلون قلة قليلة من بين باقي الشباب، إضافة إلى التغيرات التي حصلت في الآونة الأخيرة في هذا المجال، باعتبار أن علاقة الطلبة اليوم بالجامعة هي علاقة نفعية ومصلحية محضة وهذا ما يجعلهم يتمثلونها كطريق عبور لايجب أن يستنزف مجهود الطالب، باعتبارها لم تعد تحقق تطلعاتهم، ولم تعد بالتالي تحضى بثقتهم.[22]

إذا كان أوليفي كالون قد اقتنع أن الثقافة الشبابية (ثقافة الشباب) (علما بأن هذه الأخيرة في نظره ليست سوى تبني النموذج الطلابي وإعادة تحديده وإدخال بعض التغييرات عليه) تندرج في إطار إعادة توجيه نسق القيم نحو مواضيع التغيير الثقافي والتحديث،[23] وهذا ما ترفضه الباحثة رحمة بورقية في تفسير تغيرات الحقل الطلابي المغربي، اعتبارا منها أن هذا الأخير، في ديناميته أو رفضه فهو يعبر دائما وفي آخر المطاف داخل إطار مميزات تحدد المجتمع المغربي. وهكذا، فالاحتجاجات الطلابية لا تقطع دائما مع قواعد وأسس اللعبة الاجتماعية والسياسية للمجتمع.." فهي تنبني (الاحتجاجات الطلابية) على الأسس الثقافية التي يحددها المجتمع.[24]

وفق ذلك، فإن التركيبة التي يخضع لها المجتمع المغربي، تؤثر على تكوين وإنتاج الممارسات الطلابية، فالطبقة، المنطقة والأيديولوجيا، كلها عوامل تتداخل لتفسر لنا تمثلات وممارسات الطلبة داخل الفضاء الجامعي. فعلى حد تعبير Rosen، تخضع المساومة التي تميز كل العلاقات الاجتماعية بالمغرب، لعنصر النسب وتنبني عليه بشكل كبير، هكذا فالطالب المغربي أصبح يؤمن بالوساطة (Piston)، أكثر من إيمانه بالمقدرة الشخصية، وهذا شيء "غير غريب عن الاستراتيجية الثقافية التي تميل إلى الهيمنة داخل المجتمع المغربي".[25] وهي نفسها خلاصات لابيروني وماري لوي، عندما يشيران إلى كون الاستراتيجيات الثقافية المنتجة اليوم داخل الجامعة الفرنسية انساقت مع موجة الفردانية والبرغماتية بخلاف الفترة التي تحدث عنها الورثة. وهذا ما يفسر بامتلاك المجتمع لمؤسسات أخرى تكتسح رياحها حقل الجامعة إن لم تكن تؤسسه وتعيد انتاجه من جديد على نحو يضمن تطابقها مع الاستراتيجيات الثقافية للمجتمع العام.

وهكذا يتوجب علينا وضع الطلبة والشباب المغربي عموما، في إطار الاستراتيجيات الثقافية التي تسود داخل المجتمع المغربي، حتى يتأتى لنا تحديد مدى العلاقة (تطابق أو تنافر أو تفاعل) السائدة بين الشباب المغربي كشريحة اجتماعية وباقي المؤسسات الاجتماعية (بالمفهوم السوسيولوجي) التي يتشكل منها المجتمع المغربي. وهذا ما سيتأتى لنا مع الأطروحة التي قدمتها الباحثة بناني شرايبي حول الشباب المغربي، التي ستشكل صلب الجزء الثاني من هذا الفصل المتمحور حول سوسيولوجيا الشباب. هل يعكس الشباب المغربي، إذن، نسق القيم المجتمعي؟ وكيف يخلق الشباب "عالمهم الخاص"؟ وهل يشكلون عنصرا فاعلا في الحركية الاجتماعية للمجتمع المغربي؟.

-[1] P. Bourdieu et J.C. Passeron: Les héritiers. Les étudiants et la culture. Paris, édit Minuit, 1964.

[2] محمد المحيفظ ونور الدين الزاهي: "المدرسة، البيداغوجيا وإعادة انتاج العنف الرمزي"

مجلة الجدل - عدد 7، صفحة: 47

[3] محمد المحيفظ ونور الدين الزاهي: المقال نفسه - صفحة: 48

[4] محمد المحيفظ ونور الدين الزاهي : المقال نفسه - صفحة : 47

- [5] O. Galland: Sociologie de la jeunesse, Paris, édit: Armand Colin 1991, P: 53

-[6] O. Galland : Les jeunes, Paris, édit: La découverte, 1990, p:44

-[7] O. Galland: Sociologie de la jeunesse, op.cit, page: 185

-[8] O. Galland : Ibid, page: 177

-[9] François Dubet: Dimension et figures de l’expérience étudiante dans

l’université. Revue Française de Sociologie XXXV,

1994 (511-532)

[10]- O. Galland: Sociologie de la jeunesse, op.cit page: 197

- [11] G. Felouzis: Les étudiants et la lecture, Revue Française de sociologie, op.cit. N°XXX-4, 1994 page: 669-672.

- [12] R. Bourqia: In jeunesse Estudiantine Marocaine, Ouvrage collectif, page : 82

- [13] Dilier Lapeyronnie et J.L. Marie: CAMPUS Blues, Seuil, 1992 (page 7-9)

[14] - Jeunesse Estudiantine Marocaine; op.cit

[15] - D. La peyronnie et J.L. Marie: op.cit, page: 119

[16] - D. Lapeyronnie: Ibid. Page : 124

* هذا العنوان، هو عنوان إحدى المقالات الجيدة لعبد الله العروي في كتابه: الاديولوجية العربية المعاصرة، ترجمة محمد عيتاني، دار الحقيقة، بيروت، 1970.

[17]- R. Bourqia, M. El Harras, D. Bensaïd, Jeunesse... op.cit

[18]- D. Bensaïd: L’Etudiant et l’institution, in jeunesse... op.cit

Page: 25

[19] - D. Bensaïd : Ibid, page: 33

[20] - D. Bensaïd : Ibid, page: 14

[21] - D. Bensaïd : Ibid; « L’Etudiant et l’Avenir », Page : 71

[22] انظر: - D. Bensaïd : Ibid, Page: 32

[23] - O. Galland : Sociologie de la Jeunesse, op.cit, Page (50-51)

[24] - R. Bourqia : L’Etudiant et l’Avenir in Jeunesse Estudiantine, op.cit, p: 82

[25] - R. Bourqia : Ibid, Page: 79


382 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page