top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

" سنابك الحق* شعر الشاعرة التونسية " نجوى الدوزي خلف الله *



زَرْقَا يَمَامَتِنَا تَشْكُو مِنَ العَطَبِ

هَلْ كَحَّلَتْ بِسَوَادِ الضَّيْمِ مِنْ حُجُبِ

تَغِيمُ مِشْكَاةُ نُورٍ فِي مَدَارِجِنَا

خَنْسَاءُ قُدِّي حُرُوفَ الدَّمْعِ وَ انْتَحِبِي

قِصَاعُنَا شَرُّ أَنْجَاسٍ بِهَا وَلَغُوا

سَيْلُ الغُثَاءِ طَمَى وَ فِي القَصِيدِ نَبِي

كَمْ خَانَ مَوْجٌ جَبِينَ الرَّمْلِ مُرْتَبِكًا

يَا تَاجَ شَيْنٍ و وَشْمُ المِلْحِ كَالنُدَبٍ

كَمْ أَهْدَرُوا خُضْرَةً فِي الغَيْمِ مَا ضَحِكَتْ

كَمْ نَاءَ مَاءٌ بِغَدْرِ الثُّقْبٍ لِلقِرَبِ

يَا جِذْعَ نَخْلٍ شَكَا إِذْ خَانَهُ سَعَفٌ

قَدْ رَاوَدَتْهُ خُطًى للرِّيحِ عَنْ رُطَبِ

نَخْبُ الشُّمُوسِ سَقَى ضَوْءًا لِأَزْمِنَةٍ

ذُلَّ الثُمَالَةِ أَفْشَى الكَأْسُ فِي العَقِبِ

إِنَّ الرَّمَادَ وَرِيثُ النّارِ ذَا قَدَرٌ

كَذَا عَلَى عَرْشِ ذِي القَرَنَيْنِ قَامَ صَبِي

يَأْجُوجُ عَادَتْ وَ مَأْجُوجُ الرَّدَى فُتِحَتْ

صُهْبَ الشِّغَافِ وَ إِنَّ الرَّدْمَ مِنْ خَشَبِ

إِنَّ السَّدُومَ تُرَاوِد الثَّرَى شَغَفًا

مِلْحًا لِأَعْمِدَةٍ خَسْفًا لِمُغْتَصِبِ

مُوسَى جَفَانَا فَمَا ابْيَضَّتْ لَنَا يَدُهُ

حَتَّى عَصَاهُ أَبَتْ سَعْيًا لِمُنْقَلَبِ

فِينَا بِنَا سَامِرِيُّ الإفْكِ كَادَ لَنَا

بِتْرُولُنَا خَارَ إِنّ العِجْلَ مِنْ ذَهَبِ

هَارُونُ لَمْ يَمْنَعِ الأَفَّاكَ مِنْ حَذَرٍ

مَا اهْتَزَّ فِينَا كَلِيمُ اللهِ مِنْ غَضَبِ

قُلْ لَا مَسَاسَ لَهُمْ أَيَا ابْنَ أُمَّ بَغَوْا

لَمْ يَأْبَهُوا قَطُّ لِلأَلَوَاحِ وَ الكُتُبِ

يُخَاتِلُ الإِثْمُ يَمَّ اللهِ يُهْرِقُهُ

مَنْ قَدَّسَ العِجْلَ خَوَّانٌ وَ لَمْ يَتُبِ

لَنْ تَسْتَكِينَ عَصَا مُوسَى بِأَوْرِدَتِي

بِهَا أَهُشُّ عَلَى حَمَّالَةِ الحَطَبِ

أَوْرَاقُ تُوتٍ عَلَى العَوْرَاتِ أُخْسِفُهَا

حَرْفًا يُسَوِّرُ نُورَ الحُلْمِ بِالخَبَبِ

بَيْتُ القَصِيدِ كَخُصْلَاتٍ أُمَشِّطُهَا

شِعْرًا عَلَيْهِ نَوَاصِي العِزِّ لَمْ تَشِبِ

إِنَّ الصَّهِيلَ قَوَافِي الشِّعْرِ فِي دَمِنَا

صَدًى يَدُكّ مُتُونَ الغَيْثِ فِي السُّحُبِ

كَالنَّخْلِ أَشْمُخُ مِنْ عُمْقِ الرُّؤَى حُلُمًا

فِي أَرْضِ "غَايَا " جُذُورِي وَ السَّمَاءُ أَبِي

إِنْ ذَوَّبُوا نَخْلَةً فِي القَلْبِ نَابِتَةً

فَفِي دَمِي سُمْرَةٌ لِلرَّمْلِ لَمْ تَذُبِ

أٌسَائِلُ الحُلْمَ : هَلْ بِالغَيْمِ سُنْبُلَةٌ ؟

يُجِيبُ مُغْتَلِمًا : خُضْرُ السَّنَابِلِ بِي

إِنَّ العُرُوبَةَ فِي التّاريخِ سُمْرَتُهُ

إِنِّي أُضِيءُ فَنُورُ اللهِ فِي نَسَبِي

دَمُ الحَضَارَاتِ نَطْفٌ مِنْ تَرَائِبِنَا

بَلْ طِينُ آدَمَ بَدْءًا لَوْنُهُ عَرَبِي

فَقُلْ لِمَنْ يَرْتَجِي إِغْرَاقَ مَرْكَبِنَا

وَهْمُ النُّبُوءَةِ وَ الطُّوفَانُ مِنْ كَذِبِ

كُنَّا نُجَنِّحُ نَحْوَ الشَّمْسِ نَقْطِفُهَا

مِنَّا النُّسُورُ وَ مَا نَالُوا مِنْ الزَّغَبِ

الشَّمْسُ أُمُّ الشُّعَاعِ لَا يُفَارِقُهَا

مَهْمَا تَفَرَّقَ خَطْوُ الضَّوْءِ فِي الشُّعَبِ

تَغْفُو جِيَادٌ كَخَيْطِ النُّورِ فِي أُفُقٍ

لَا يَخْدَعَنْكِ غِيَابُ الشَّمْسِ إِنْ تَغِبِ

تِلْكَ النُّجُومُ نَوَاصِي الغَيْبِ فِي يَدِهَا

غَدًا سَتَرْجُمُ لِصَّ الطِّينِ بِالشُّهُبِ

إِنَّا نَمُدُّ خُطَانَا قُلْ لِحُلْكَتِهِمْ

فَكَيْفَ تَرْضَى جِيَادُ النُّورِ بِالغَلَبِ

غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ حَقٌّ سَنَابِكُهَا

غَدًا سَتُطْعِمُ نَارَ الشَّمْسِ بِاللَّهَبِ

43 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page