top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

سُجِنَتْ في بَيْتٍ فَتَحَرَّرَتْ بِالبَيْتِ الشّاعرة ( فاطمة سعد اللّه )


سُجِنَتْ في بَيْتٍ فَتَحَرَّرَتْ بِالبَيْتِ الشّاعرة ( فاطمة سعد اللّه )

ضيْفَةُ نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّــونسيّين )

لَمْ يُحْرَمْ رُوّاد نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) من ( العيديّة ) في أسبوع يوم عيد الفطر ( الجمعة 7 جوان 2019 ) . فقد جا ء ت استضافة الأديبة الشّاعرة الأستاذة ( فاطمة سعد اللّه ) بمثابة الهديّة الجميلة التي غنمها الجميع ، نظرا إلى اختزانها لتجربة مديدة في الكتابة شعرا وَ سردا وَ نقدا وَ ترجمةً. ففي السّرد سبق لها أن أصدرتْ مجموعتيْن قصصيّتيْن ، الأولى بعنوان ( الصّعود إلى الأعماق ) ، وَ الثّانية عنوانها ( الزّواج الأبيض ) . أمّا في الشّعر فقد أصدرت حتّى الآن ثلاث مجاميع شعريّة :

ــ الأولى : ( أمواج وَ شظايا ) سنة 2015

ــ الثّانية : ( حِبْر الياسمين ) سنة 2017

ــ الثّالثة : ( هويّتي واحة نخيل ) سنة 2018



وَ لها كتاب آخر صدر في السّنة نفسها 2018 تحت عنوان ( سرديّات وَ ذات ) هو أقربُ إلى الشّعر منه إلى السّرد ...

وَ الشّاعرة ( فاطمة محمود سعد اللّه ) أصيلة الجنوب التّونسيّ ( ولاية قبلّي بالتّحديد ) مُقيمة في العاصمة ، تخرّجتْ في الجامعة التّونسيّة ( قسم العربيّة ) منذ سبعينيّات القرن الماضي ...

وَ قد تفضّلتْ بتقديمها الأديبة المُقتدرة الأستاذة ( ريم العيساوي ) مُعتمدة ديوانها ( هويّتي واحة نخيل ) مدخلًا لمسيرتها الشّعريّة ككلّ ، فتوقّفت أوّل ما توقّفت عند العنوان الذي وجدتْه يشي ، من حيْثُ هو جملة اسميّة تقريريّة ، بتأصّل الشّاعرة في بيئتها في الجنوب التّونسيّ ممّا يدلّ على وفا ئها الدّا ئم لجذورها وَ حنينها لها في الوقت نفسه ...

وَ إذ تخلّصتِ الدّارسة إلى تدبّر قصا ئد الدّيوان فقد بيّنتْ أنّ نصوصه التي بلغت خمسة وَ أربعين نصّا شعريّا خلتْ من القصا ئد القصيرة وَ من الومضة ، فكلّها طويلة أو متوسّطة الطّول ممّا يعكس استرسالا في نفس شاعرتنا وَ قدرةً على التّحكّم في نسق القول الشّعريّ وَ بنيته... أمّا المحور الثّاني الذي رصدتْ من خلاله الأستاذة ريم العيساوي معالمَ إضافيّة في تجربة ضيفتنا الشّعريّة داخل كتابها ( هويّتي واحة نخيل ) فقد جا ء تحت عنوان ( الشّاعرة وَ القلق الوجوديّ ) حيث لاحظت الدّارسة أنّ الإحساس بالفنا ء وَ العدم طاغ على كثير من نصوص المدوّنة دون أن نَعدمَ في صوت شاعرتنا نبرة تفا ؤل . من ذلك أنّ تفجّعها من الموْت لمْ يخلُ من التّعلّق بأمل الخلود وَ الانبعاث مُوظّفةً في ذلك الأسطورة ( أسطورة برومثيوس مثلا ) ...

في المحور الثّالث ، وَ الذي ورد تحت عنوان ( قوْل الشّعر على الشّعر ) توقّفت الأستاذة ( العيساوي ) عند احتفا ء الشّعر بالشّعر في ديوان ( هويّتي واحة نخيل ) ، بما أنَّ في داخل كلّ شاعر ناقدًا ، كما يقول ( أدونيس ) . وَ الشّاعرة ( سعد اللّه ) مصداق لذلك ، فهيَ أبانت عن فهم نقديّ لافت لوعي الشّاعر بصنعته الفنّيّة ، ناهيك أنّهَا لمْ تكتف بالانحياز لقصيدة النّثر في المُمارسة الكتابيّة ، بل قرّضتْها تقريظا مباشرا في ديوانها هذا مُنحازةً لها انحيازا كاملًا على حساب الأشكال الشّعريّة الأخرى ، وَ في طليعتها القصيدة العموديّة التي كانت جرّبتْ التّوسّل بها في نماذج شعريّة سابقة ...



إثر مداخلة الأستاذة ( ريم العيساوي ) الشّيّقة هذه أُحيلت الكلمة للشّاعرة ( فاطمة سعد اللّه ) فأفاضت في هواجسها عن الكتابة الإبداعيّة وَ علاقتها المُباشرة بها ، فكان أهمّ ما كاشفت به الحاضرين أنّ الشّعر وَ الممارسة الإبداعيّة عامّة حرّراها طيلة عقود من القيود التي أُحكمتْ حولها منذ زواجها . وَ رغم أنّ ظروفها القاسية آنذاك منعتْها من أنْ تتعهّد موهبتها بالرّعاية علنا فإنّها ظلّت مُداومة على الكتابة بعيدا عن الأنظارممّا يصحّ معه القوْل إنّ بيت الشعر الذي احتضنها باكرا حرّرها من السّجن الذي أُخضعتْ له في بيت الزّوجيّة ...

في خاتمة الأمسية رغب الحاضرن كعادتهم في التّفاعل مع ضيفتهم خاصّة أنّ المحاضرة الأستاذة ( ريم العيسا وي ) مكّنتهم من الإنصات إليها وهيَ تقرأ نماذج من شعرها فتوقّف جميعهم عند روح البساطة العميقة التي تنتظم كتابتها ، كما لفتهم التّماثل الجليّ بين شخصيّة الشّاعرة وَ نصوصها ، فهي تكتب بسلاسة ، ممّا يَدلّ حقّا على علوّ صوتها الإبداعيّ الأصيل .


*** عبد العزيز الحَاجّـي ***

34 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page