top of page
Search

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ قصيدة الكبير العظيم ابو القاسم الشابي

Writer: asmourajaat2016asmourajaat2016

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ‎

كالنِّسْر فوقَ القِمَّة الشَّمَّاءِ‎

أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِهازِئاً‎

بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ‎

لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ ولا أَرى‎

ما في قرار الهَوّة السوداء‎

وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،‎

غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ‎

أُصغِي لموسيقى ‎الحياة‎، وَوَحْيها‎

وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي‎

وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي‎

يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ‎

وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني‎

عن حرب آمالي بكل بلاءِ‎

لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي‎

موجُ الأسى، وعواصفُ الأرْزاءِ‎

فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ‎

سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ‎

لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا،‎

وضَراعَة الأَطْفالِ والضُّعَفَاء‎

ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً‎

بالفَجْرِ..بالفجرِ الجميلِ، النَّائي‎

واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى،‎

وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ‎

وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ‎

رُجُمَ الرّدى، وصواعِقَ البأساءِ‎

سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً‎

قيثارتي، مترنِّما بغنائي‎

أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ‎

في ظُلمة الآلامِ والأدواءِ.‎

النّور في قلبِي وبينَ جوانحي‎

فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ‎

إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي‎

أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ‎

وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ‎

إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ‎

أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى‎

عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي‎

وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي‎

قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة الحمْراءِ‎

فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ‎

عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ‎

لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ‎

وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ

الشابي

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page